وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَفْعَلُ هَا هُنَا لَا لِلْمُفَاضَلَةِ فَيَصِحُّ أَنْ يُضَافَ إِلَى الْمَصْدَرِ تَقْدِيرُهُ: وَهُوَ شَدِيدُ الْخُصُومَةِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هُوَ ضَمِيرُ الْمَصْدَرِ الَّذِي هُوَ «قَوْلُهُ» . قَوْلُهُ خِصَامٌ، وَالتَّقْدِيرُ: خِصَامُهُ أَلَدُّ الْخِصَامِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (٢٠٥»
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِيُفْسِدَ): اللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِسَعَى.
(وَيُهْلِكَ): بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ وَفَتْحِ الْكَافِ مَعْطُوفٌ عَلَى يُفْسِدَ، هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ. وَقُرِئَ بِضَمِّ الْكَافِ أَيْضًا عَلَى الِاسْتِئْنَافِ، أَوْ عَلَى إِضْمَارِ مُبْتَدَأٍ ; أَيْ وَهُوَ يُهْلِكُ.
وَقِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى يُعْجِبُكَ. وَقِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مَعْنَى سَعَى ; لِأَنَّ التَّقْدِيرَ: وَإِذَا تَوَلَّى يَسْعَى.
وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ وَضَمِّ الْكَافِ وَرَفْعِ الْحَرْثِ وَالتَّقْدِيرُ: وَيَهْلَكُ الْحَرْثُ بِسَعْيِهِ. وَقُرِئَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَاللَّامِ، وَهِيَ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ جِدًّا.
وَ(الْحَرْثَ): مَصْدَرُ حَرَثَ يَحْرُثُ، وَهُوَ هَاهُنَا بِمَعْنَى الْمَحْرُوثِ.
(وَالنَّسْلَ): كَذَلِكَ بِمَعْنَى الْمَنْسُولِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (٢٠٦»
قَوْلُهُ تَعَالَى: (الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ): فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ الْعِزَّةِ ; وَالتَّقْدِيرُ: أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ مُلْتَبِسَةً بِالْإِثْمِ،