132

Bayanin I'irabi Alkur'ani

التبيان في إعراب القرآن

Bincike

علي محمد البجاوي

Mai Buga Littafi

عيسى البابي الحلبي وشركاه

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «مَنْ» شَرْطًا، وَالْمَاضِي بِمَعْنَى الْمُسْتَقْبَلِ. وَقُرِئَ: «يَطَّوَّعُ» عَلَى لَفْظِ الْمُسْتَقْبَلِ، فَمَنْ عَلَى هَذَا شَرْطٌ لَا غَيْرَ ; لِأَنَّهُ جَزَمَ بِهَا، وَأَدْغَمَ التَّاءَ فِي الطَّاءِ. وَ(خَيْرًا): مَنْصُوبٌ بِأَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالتَّقْدِيرُ: بِخَيْرٍ، فَلَمَّا حَذَفَ الْحَرْفَ وَصَلَ الْفِعْلَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ تَطَوُّعًا خَيْرًا. وَإِذَا جَعَلْتَ مَنْ شَرْطًا لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلَامِ حَذْفُ ضَمِيرٍ ; لِأَنَّ ضَمِيرَ مَنْ فِي يَطَّوَّعُ. قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩» قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنَ الْبَيِّنَاتِ): «مِنَ» يَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ ; لِأَنَّهَا حَالٌ مِنْ «مَا» أَوْ مِنَ الْعَائِدِ الْمَحْذُوفِ ; إِذِ الْأَصْلُ مَا أَنْزَلْنَاهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِـ (أَنْزَلْنَا) عَلَى أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ. (مِنْ بَعْدِ): مِنْ يَتَعَلَّقُ بِـ (يَكْتُمُونَ)، وَلَا يَتَعَلَّقُ بِـ (أَنْزَلْنَا) لِفَسَادِ الْمَعْنَى ; لِأَنَّ الْإِنْزَالَ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ التَّبْيِينِ، إِنَّمَا الْكِتْمَانُ بَعْدَ التَّبْيِينِ. (فِي الْكِتَابِ): فِي مُتَعَلِّقَةٌ بِـ (بَيَّنَّا)، وَكَذَلِكَ اللَّامُ، وَلَمْ يَمْتَنِعْ تَعَلُّقُ الْجَارَّيْنِ بِهِ ; لِاخْتِلَافِ مَعْنَاهُمَا. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «فِي» حَالًا ; أَيْ كَائِنًا فِي الْكِتَابِ. (أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ): مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ فِي مَوْضِعِ خَبَرِ إِنَّ. (وَيَلْعَنُهُمُ): يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى «يَلْعَنُهُمْ» الْأُولَى، وَأَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا. قَالَ تَعَالَى: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا. . . . (١٦٠» قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا): اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، وَالْمُسْتَثْنَى مِنْهُ الضَّمِيرُ فِي يَلْعَنُهُمْ،

1 / 131