103

Bayanin I'irabi Alkur'ani

التبيان في إعراب القرآن

Bincike

علي محمد البجاوي

Mai Buga Littafi

عيسى البابي الحلبي وشركاه

قَالَ تَعَالَى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ. . . . . . (١٠٥» قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَا الْمُشْرِكِينَ): فِي مَوْضِعِ جَرٍّ عَطْفًا عَلَى أَهْلِ، وَإِنْ كَانَ قَدْ قُرِئَ: «وَلَا الْمُشْرِكُونَ» بِالرَّفْعِ فَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الْفَاعِلِ. (أَنْ يُنَزَّلَ): فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ (يَوَدُّ) . (مِنْ خَيْرٍ): مِنْ زَائِدَةٌ. وَ(مِنْ رَبِّكُمْ): لِابْتِدَاءِ غَايَةِ الْإِنْزَالِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِخَيْرٍ، إِمَّا جَرًّا عَلَى لَفْظِ خَيْرٍ، أَوْ رَفْعًا عَلَى مَوْضِعِ «مِنْ خَيْرٍ» (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ): أَيْ مَنْ يَشَاءُ اخْتِصَاصَهُ ; فَحُذِفَ الْمُضَافُ فَبَقِيَ مَنْ يَشَاؤُهُ، ثُمَّ حُذِفَ الضَّمِيرُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ يَشَاؤُهُ يَخْتَارُهُ فَلَا يَكُونُ فِيهِ حَذْفُ مُضَافٍ. قَالَ تَعَالَى: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا. . . . . . . . . . . . (١٠٦» قَوْلُهُ: (مَا نَنْسَخْ): مَا شَرْطِيَّةٌ جَازِمَةٌ لِنَنْسَخْ مَنْصُوبَةُ الْمَوْضِعِ بِـ (نَنْسَخْ) مِثْلَ قَوْلِهِ: (أَيًّا مَا تَدْعُوا) [الْإِسْرَاءِ: ١١٠] وَجَوَابُ الشَّرْطِ: «نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا» . وَ(مِنْ آيَةٍ): فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى التَّمْيِيزِ، وَالْمُمَيَّزُ: «مَا» . وَالتَّقْدِيرُ: أَيُّ شَيْءٍ نَنْسَخُ مِنْ آيَةٍ، وَلَا يَحْسُنُ أَنْ يُقَدَّرَ أَيُّ آيَةٍ نَنْسَخُ ; لِأَنَّكَ لَا تَجْمَعُ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ التَّمْيِيزِ بِآيَةٍ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ زَائِدَةً، وَآيَةٌ حَالًا، وَالْمَعْنَى: أَيُّ شَيْءٍ نَنْسَخُ قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا. وَقَدْ جَاءَتِ الْآيَةُ حَالًا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً) [الْأَعْرَافِ: ٧٣] وَقِيلَ: «مَا» هُنَا مَصْدَرِيَّةٌ، وَآيَةٌ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالتَّقْدِيرُ: أَيُّ نَسْخٍ نَنْسَخُ آيَةً. وَيُقْرَأُ: «نَنْسَخْ» بِفَتْحِ النُّونِ وَمَاضِيهِ نَسَخَ،

1 / 102