Tibbin Annabawi na Ibn Tulun
الطب النبوي لابن طولون
Nau'ikan
وهذه الهيئة أنفع هيئات الأكل وأفضلها لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي، الذي خلقها الله عليه [مع ما فيها من الهيئة الأدبية] وأجود ما اغتذى الإنسان: إذا كانت أعضاؤه على طبعها الطبيعي ولا يكون كذلك إلا إذا كان الإنسان منتصبا الانتصاب الشرعي، وأردء الجلسات للأكل الاتكا على الجنب، فإنه يمنع مجرى الطعام عن هيأته، ويعوقه عن سرعة تعوده إلى المعدة، ويضغط المعدة: فلا يستحكم فتحها للغذاء، وأيضا: فإنها تميل ولا تبقى منتصبة، ولا يصل الغذاء إليها بسهولة - انتهى كلام ابن القيم.
وقال الموفق عبد اللطيف البغدادي: في حديث النهي أن يأكل الرجل وهو منبطح هذه الهيئة المنهي عنها تمنع من حسن الاستمراء لأن المري وأعضاء الازدراد تضيق عند هذه الهيئة، والمعدة تنعصر بما بلى البطن بالأرض ومما يلي الظهر بالحجاب الفاصل بين آلات الغذاء وآلات التنفس، وإنما تكون المعدة على وضعها الطبيعي المعتدل إذا كان الإنسان قاعدا- انتهى.
وقال الحافظ زين الدين العراقي: في شرح الترمذي في حديث بركة الطعام الوضوء - يحتمل أن يكون المراد بالبركة أنه يحصل بذلك نفع للبدن به وكونه يمرى في البدن وذلك لما فيه من النظافة فإنه ربما قذر الطعام لذلك.
Shafi 86