Tibbin Annabawi na Ibn Tulun
الطب النبوي لابن طولون
Nau'ikan
قال: ومن تأمل هدي النبي صلى الله عليه وسلم وجده أفضل هدي تمكن حفظ الصحة به, فإن حفظها موقوف على حسن تدبير المطعم والمشرب والملبس والمسكن والهواء والنوم واليقظة والحركة والسكون والاستفراغ والاحتباس, فإذا حصلت هذه على وجه المعتدل الموافق الملائم للبدن والبلد والسن والعادة كان أقرب إلى دوام الصحة أو غلبتها إلى انقضاء الأجل.
قال: فأما المطعم والمشرب, فلم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم حبس النفس على نوع واحد من الأغذية, ولا يتعدى إلى ما سواه, فإن ذلك يضر بالطبيعة جدا, بل كان يأكل ما جرت به عادة أهل بلده من اللحم والفاكهة والخبز والتمر وغير ذلك.
وإذا كان في أحد الطعامين كيفية تحتاج إلى كسر وتعديل: كسر وعدلها بضدها, إذا أمكن؛ كتعديله حرارة الرطب بالبطيخ.
وكان إذا عافت نفسه الطعام: لم يأكله, ولم يحملها إياه على كره.
وهذا أصل عظيم في حفظ الصحة, فإن أكل الإنسان ما تعافه نفسه ولا تشتهيه كان ضرره به أكثر من انتفاعه.
وكان يحب اللحم؛ وأحبه إليه الذراع ومقدم الشاة, ولا شك أن أخف لحم الشاة: لحم الرقبة, ولحم الذراع والعضد, وهو أخف على المعدة وأسرع انهضاما.
وفي هذا مراعاة الأغذية التي تجمع ثلاثة أصناف: أحدها: كثرة نفعها وتأثيرها في القوى, والثاني: خفتها على المعدة وعدم ثقلها عليها والثالث: سرعة هضمها, وهذا [أفضل] ما يكون من الغذاء والتغذي باليسير من هذا أنفع من الكثير من غيره. وكان يحب الحلوى والعسل وهما واللحم من أفضل الأغذية وأنفعها للبدن والكبد والأعضاء وللاغتذاء بها نفع عظيم في حفظ الصحة والقوة, ولا ينفر منها إلا من به علة وعافة.
Shafi 84