وليس فى هذه الأجناس التى وصفنا من أجناس الحيوان شىء له صفان من صفوف الأسنان. فأما إن كان ينبغى لنا أن نصدق قول أقطسياس فهو يزعم فى بعض كتبه أن فى أرض الهند سبعا يسمى باليونانية مارطيخورس وأن له ثلاثة صفوف من الأسنان فى الفك الأعلى والفك الأسفل، وأن عظمه كعظم الأسد، كثير الشعر مثله، ورجلاه شبيهتان برجل الأسد؛ فأما وجهه وعيناه وأذناه فشبيهة بوجه الإنسان. وهو أشهل العينين. وأما لونه فشديد الحمرة، شبيه بالزنجفر، وذنبه شبيه بحمة العقرب البرى، وفى ذنبه حمة 〈وأسنان يطلقها كالسهام〉؛ وصوته عظيم شبيه بصوت زمارة 〈وبوق معا〉؛ وهو سريع الجرى مثل جرى الأيلة. وهو برى، يأكل الناس.
فأما الإنسان فإنه يلقى أسنانه وغيره من الحيوان أيضا مثل الفرس والبغل والحمار. وإنما يلقى الإنسان مقاديم أسنانه، فأما الأضراس، فلا. وليس فى الحيوان شىء يلقى الأضراس. وأما الخنزير فليس يلقى شيئا من أسنانه ألبتة.
Shafi 64