فأما الجمال فلها عضو خاص ليس يكون فى سائر الحيوان، أعنى السنام الذى يكون على ظهرها. ولبعض النجاتى سنامان، وربما تركب الجمال على أسنمتها إذا هى أناخت. ولإناث الجمال أربعة ثدى، مثل البقر. وللجمال أذناب مثل أذناب الحمير. فأما محاشمها فخلف. وفى كل رجل من أرجل الجمل ركبة؛ وفى ذلك المكان تنثنى الرجل. وفى كل كعب شبيه بكعب رجل البقر، لأنه صغير بقدر عظم الجثة. وهو سمج المنظر. وأرجل الجمل مشقوقة باثنين، وليس لها أسنان فى الفك الأعلى، بل فى الفك الأسفل. ومؤخر رجليها مشقوق شقا يسيرا. وفيما بين شقوق رجليها جلد شبيه بالجلد الذى بين شقوق رجلى الإوز. وما تحت رجليه كثير اللحم، مثل كثرة لحم أرجل الدب. ولذلك يلبسون رجل الجمل بجلود قوية شبيهة بخفاف إذا انطلقوا بها إلى بلدة بعيدة و〈إذا〉 أصابعها تعبت وكلت وتوجعت.
وأرجل جميع الحيوان التى لها أربعة أرجل مخلوقة من عظم وعصب ولحم يسير. وسائر الحيوان الذى له رجلان كمثل، ما خلا الإنسان. وأرجل أصناف الطير كمثل. وأما الإنسان فعلى خلاف ذلك، لأن رجليه كثيرتا اللحم، ولا سيما فيما يلى الوركين والفخذين وبطون الأسوق.
وبعض الحيوان الذى له أربع أرجل وله دم: فذلك الحيوان مشقوق أطراف الأرجل، مثل الإنسان فإنه مشقوق أطراف اليدين والرجلين بأصابع. وعلى هذه الصفة: الأسد والفهد وما يشبه هذا الصنف. وبعض الحيوان الذى ذكرنا مشقوق الرجلين بجزئين وفى أطراف ذينك الشقين أظلاف بدل الأظافير، مثل العنز والشاة والأيل والفرس النهرى. وبعض الحيوان ليس بمشقوق الرجلين، وله فى طرف كل رجل حافر، مثل حافر الفرس والبغل والحمار وما يشبه هذا الصنف . فأما جنس الخنازير فمختلف: لأن فى البلدة التى تسمى باليونانية 〈ألوريا〉 والتى تسمى باؤنيا وفى بلدان أخر خنازير ليس لها فى كل رجل إلا ظلف واحد، وفى غيرها من البلدان [٣١] خنازير لها فى كل رجل ظلفان. وكل ما كان مشقوق مقدم الرجلين بظلفين فهو جزء رجله أيضا مشقوق. وكل ما كان مقدم حافره متصلا فما خلفه أيضا متصل.
Shafi 58