وأما القلب فإن فيه ثلاثة بطون. وهو موضوع فوق الرئة، حيث تفترق قصبة الرئة بأنبوبتين. وفى القلب صفاق سمين غليظ فى المكان الذى يلصق به العرق الغليظ والعرق الذى يسمى أورطى، وذلك فى الناحية الضيقة الحادة منه. والناحية الحادة من القلب موضوعة [٢٤] على الصدر فى جميع الحيوان الذى له رئة، والذى ليس له رئة، أعنى أن الجزء الحاد منه موضوع فى مقدم الجسد، وذلك يخفى مرارا شتى على الذى يشق الجسد لمعاينة خلقة الجوف، لأنه ربما انقلب. فأما المنحدب من القلب فهو موضوع فوق الجزء الحاد منه، وهو من لحم صفيق صلب وفى بطون القلب عروق. ووضعه فيما كان من سائر الحيوان فى وسط الصدر. فأما فى الناس فإنه مائل الوضع إلى الناحية اليسرى ميلا يسيرا، وذلك لأنه نزوع عن المفرق الذى بين الثديين قليلا ويميل إلى ما يلى الثدى الأيسر، وهو فى الناحية العليا من نواحى الصدر.
وليس هو بكبير، ولا منظر خلقته مستطيل، بل إلى الاستدارة ما هو. وطرفه الواحد ضيق حاد. وله ثلاثة بطون، كما قلنا فيما سلف. والبطن الذى فى الناحية اليسرى عظيم. والذى فى الوسط معتدل العظم. والذى فى الناحية اليمنى صغير. وذلك البطن الأوسط والصغير مثقبان بثقب آخذة إلى ناحية الرئة، وذلك بين فى أسفل البطون. والبطن الأعظم لاصق بالعرق العظيم، وهو الذى به يلتصق المعى الأوسط أيضا؛ فأما البطن الأوسط فهو لاصق بالعرق الذى يسمى أورطى.
وفى القلب سبيل آخذة إلى الرئة، تفترق بقدر افتراق أنابيب القصبة فى جميع الرئة، وهى تتبع الافتراق الذى يفترق من القصبة فى كل ناحية. وافتراق القصبة فوق افتراق السبل الآخذة من القلب إلى الرئة. ولحال التزاق بعضها ببعض تقبل ريح الهواء الذى يدخل فى القصبة وتؤديه إلى القلب، لأن العرق الواحد يأخذ إلى عمق السبيل الأيسر. وأما العرق العظيم، والعرق الذى يسمى أورطى — فإنا سنذكر حالهما معا فيما نستأنف.
Shafi 47