فالحيوان يختلف بجميع الأصناف التى وصفنا. ويختلف أيضا بأنواع أخلاقها، لأن بعضها وديع قليل الغضب ليس بجاهل، مثل البقرة. وبعضها غضوب جاهل لا يقبل شيئا من الأدب، مثل الخنزير البرى. وبعض الحيوان جزوع، مثل الأيل 〈والأرنب البرى〉. وبعضها عادم الحرية مغتال، مثل الحية. وبعضها جرىء جلد كريم شريف، مثل الأسد. وبعضها مغتال قوى شديد وحشى، مثل الذئب. وأيضا بعض الحيوان منكر، ردىء الفعل، مثل الثعلب. وبعضها غضوب متحبب ملاق، مثل [٧] الكلب. وبعضها وديع يكيس ويستأنس سريعا، مثل الفيل. وبعضها حيى حفوظ، مثل الإوز. وبعضها حسود محب للجمال، مثل الطاووس. فأما الحيوان الذى له رأى ومشورة فهو الإنسان فقط. وكثير من الحيوان يحفظ ذكر عابرى، ويتعلم. فاما إطالة الفكرة فليست تكون إلا فى الإنسان. وسنصف، فيما نستأنف، جميع أخلاق كل واحد من أجناس الحيوان وأصناف تدبير معاشه، ونلطف النظر فى ذلك أكثر مما فعلنا فيما سلف.
[chapter 2: I 2] 〈أعضاء التغذية〉
ولجميع الحيوان عضوان يشترك فيهما: أعنى العضو الذى به يقبل الطعام، والذى به يخرجه. وهذان العضوان أيضا متفقان بقدر الأنواع التى وصفنا، أعنى بالمنظر، أو بالزيادة والنقص، أو بالملاءمة، أو بالوضع. وأيضا لها عضو آخر مشترك، أعنى الذى إليه يصير الطعام بعد دخوله فى الفم، وهو البطن. وينبغى أن يعلم أن الفضلة التى تكون فى أجواف الحيوان الذى له عضو قبول للفضلة الرطبة له أيضا وعاء قبول للفضلة اليابسة، فأما الحيوان الذى له وعاء قبول للفضلة اليابسة فليس له عضو قبول للفضلة الرطبة أيضا على كل حال. فكل حيوان له مثانة فله بطن أيضا. وليس كل ما له بطن فله مثانة أيضا.
Shafi 17