بالطبع، على الرغم من أن هيوستن كانت تمر بفترة تسيطر فيها اللغة الفرنسية في هذا الوقت، فإنها لم تكن على الإطلاق نصف لغوية، حتى إن كانت تشعر بأن هذه هي الحقيقة؛ فهذا هو الانطباع الذي يوجد لدى كثيرين عندما يرون أن إحدى لغاتهم «تضمحل». بعد بضع سنوات، بدأت هيوستن في تأليف روايات بالإنجليزية (فقد كانت كتبها الأولى بالفرنسية)، ومنذ ذلك الحين أصبحت أحد الأشخاص الثنائيي اللغة الاستثنائيين الذين يكتبون أعمالا نثرية بكلتا لغتيهم. (3) الثنائية اللغوية وكبار السن
مع مرور السنين، يسأل ثنائيو اللغة أنفسهم أحيانا عما سيكون عليه وضع معرفتهم واستخدامهم اللغويين عند تقدمهم في العمر، خاصة في لغتهم الثانية، التي قد تصبح وسيلة تواصلهم اليومي. تزوجت نانسي هيوستن من شخص ثنائي اللغة بلغاري فرنسي، ويستخدمان اللغة الفرنسية، لغة كل منهما الثانية، كلغة مشتركة فيما بينهما. تطرح هيوستن السؤال التالي بطريقة مخيفة لكن مؤثرة في الوقت نفسه:
نشعر أحيانا بالخوف من فكرة الإصابة بما يشبه التوحد في كبرنا؛ ففي البداية، سنفقد لغتنا الثانية تدريجيا وتمتلئ جملنا بأماكن فارغة: «هل يمكنك أن تحضر لي ال ...؟ أتعلم هذا الشيء المتدلي من ال ... في ال ...؟!» ... وفي النهاية، عندما تمحى الفرنسية تماما من ذاكرتينا، سنجلس على كرسيينا الهزازين من الفجر حتى الغسق، نتحدث بكلام غير مفهوم بلغة كل منا الأم.
3
يطمئن روبرت شروف - أحد خبراء التقدم في السن لدى الأشخاص الثنائيي اللغة والثنائيي الثقافة - كل من يعيشون بلغتين أو أكثر، بأن احتمال اقترابنا بأي شكل من وصف هيوستن قليل للغاية. لا يمكن إنكار أن التقدم في العمر له تأثير على فهم اللغة (فهو يضعف تمييز الكلام، ويزيد صعوبة فهم الكلام المعقد أو السريع، ويقلل إمكانية تخزين المعلومات المكتسبة)، وعلى إنتاج اللغة (فيواجه المرء صعوبات في العثور على الكلمة المناسبة، خاصة أسماء الأعلام)، لكن ينطبق هذا على كل من الأشخاص الأحاديي اللغة والثنائيي اللغة. يقول شروف بوضوح شديد إن الأشخاص الثنائيي اللغة الكبار السن يواجهون نوع القصور نفسه في المعالجة المرتبطة بالتقدم في العمر الذي يتعرض له أحاديو اللغة، على الرغم من إضافته أن ثمة معلومات قليلة موجودة عن الأشخاص الثنائيي اللغة الذين لديهم لغة واحدة سائدة.
4
ظهرت مؤخرا دراستان تشيران، على العكس، إلى أن الأشخاص الثنائيي اللغة من كبار السن يجب ألا يقلقوا من اختلاف وضعهم عن نظرائهم من الأشخاص الأحاديي اللغة. ففي الدراسة الأولى، درست الاختصاصية الكندية في الإدراك المعرفي للأشخاص الثنائيي اللغة، إلين بياليستوك، وزملاؤها، ضبط الاستجابة لدى كل من الأشخاص الأحاديي اللغة والثنائيي اللغة في أعمار مختلفة، باستخدام ما يعرف باسم مهمة سايمون. كانت أعمار العينة الكبيرة السن، التي تعنينا في هذا المقام، تتراوح بين الستين والثمانين، وطلب من هؤلاء النظر إلى شاشة الكمبيوتر والضغط على المفتاح المكتوب عليه الحرف
X
عند رؤيتهم لمربع أحمر، والمفتاح
O
Shafi da ba'a sani ba