وقالت دولت: لماذا تريد أن تقوم؟ أنا لم أقصد إزعاجك.
كانت دولت تعلم الحديث الذي تريد أن تلقيه، وكانت قد أعدته فأحسنت إعداده، وكانت تجد فيه خير وسيلة تصل بها إلى ما تريد. - عندي لك خبر يفرحك. - خير. - يسري. - ماله؟ - أصبح يغار علي منك، ويظل يقول لي لماذا تكلمين آبيه خيري وأنا لا؟!
ثم أطلقت ضحكة عربيدة، ولكن خيري قال: هيه، وماذا فعلت أنت؟ - وماذا يمكن أن أفعل؟ سكت طبعا، فهو لم يقل شيئا أستطيع أن ألومه عليه. - وهل يسري فقط من يغار؟ - من تقصد؟ - محسن! - آه!
وقلد خيري صوتها قائلا: آه! - لا، محسن طيب وابن حلال.
وقال خيري: أعلم أعلم، ولكن هل هذا يمنع؟
فقالت دولت محاولة أن تغير مجرى الحديث: أنا والله لا أكاد أراه، دائما في الخارج، ياه، ما للحجرة حارة هكذا؟
وكان فستانها ذا أزرار تمتد من أعلاه إلى أسفله، فما لبثت أن أعفت زرين من قيدهما فبان تحتهما قميص حريري وردي اللون تدور حول حافته قطعة من الدانتلا صنعتها يد لا بد أن تكون رقيقة حلوة، وأدرك خيري قيمة القميص، فقال وعينه لا تبارح ما انفرج من الفستان: حلو قميصك. - إنه من ...
ثم قطعت الجملة لم تكملها، وأدرك خيري أنه من وفية، وأدرك أنها لم ترد أن تذكر اسمها في لحظتهما تلك. وخافت هي أن يكون قد أدرك فأكملت بعد قليل وقالت: إنه من شيكوريل ، أيعجبك؟
ثم أمسكت بحافة القميص ومالت عليه، ولم ينظر إلى القميص وإنما نظر إلى ما بداخله.
ولم يدر خيري من أمر نفسه إلا ذراعين تحيطان بها، وشفتين تستقران على شفتيها، وغابت دولت في نشوة القبلة هنيهات، ولكنها ما لبثت أن اعتدلت وهي تقول: أخاف أن تأتي الحاجة زينب.
Shafi da ba'a sani ba