215

لكنه رجع في اليوم التالي ومعه سبعة رجال وقدمهم إلي قائلا : هذا والدي وهذا والد زوجتي والثالث هو عمدة القرية والرابع إمام الجمعة والجماعة والخامس هو المرشد الديني والسادس شيخ العشيرة والسابع هو مدير المدرسة ، وقد جاؤوا يستفسرون عن قضية الرضاعة وبماذا حللتها ؟ .

وأدخلت الجميع إلى المكتبة وكنت أتوقع جدالهم وأحضرت لهم القهوة ورحبت بهم : قالوا إنما جئناك نناقشك في تحليلك الرضاعة وقد حرمها الله في القرآن ، وحرمها رسوله بقوله : يحرم بالرضاعة ما يحرم بالنسب ، وكذلك حرمها الامام مالك .

( 213 )

قلت : يا سادتي أنتم ما شاء الله ثمانية وأنا واحد فاذا تكلمت مع الجميع فسوف لن أقنعكم وتضيع المناقشة في الهامشيات ، وإنما اقترح عليكم اختيار أحدكم حتى أتناقش معه وأنتم تكونون حكما بيني وبينه ! .

وأعجبتهم الفكرة واستحسنوها ، وسلموا أمرهم إلى المرشد الديني قائلين أنه أعلمهم وأقدرهم ، وبدأ السيد يسألني كيف أحلل ما حرم الله ورسوله والائمة ؟ ! .

قلت : أعوذ بالله أن أفعل ذلك ! ولكن الله حرم الرضاعة بآية مجملة ولم يبين تفصيل ذلك وإنما أوكل ذلك إلى رسوله فأوضح مقصود الآية بالكيف والكم .

قال : فإن الامام مالك يحرم الرضاعة من قطرة واحدة .

قلت : أعرف ذلك ، ولكن الامام مالك ليس حجة على المسلمين وإلا فما هو قولك بالائمة الآخرين ؟ .

أجاب : رضي الله عنهم وأرضاهم فكلهم من رسول ملتمس .

قلت : فما هي إذن حجتك عند الله في تقليدك الامام مالك الذي يخالف رأيه نص الرسول صلى الله عليه وآله ؟ .

Shafi 216