192

وعرفت بعد ذلك أن ببعض علمائنا يحاولون جهدهم تغطية الحقيقة لئلا ينكشف أمر الصحابة والخلفاء الذين كانوا أمراءهم وقدوتهم فتجدهم مرة يتأولون الاحاديث الصحيحة الثابتة ويحملونها غير معانيها ، مثال ذلك تأويلهم لمعنى المولى بدل الاولى إلى معنى المحب والناصر في حديث « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » ، فعلماء أهل السنة يقولون بصحة الحديث ولكن يجب تأويله إلى معنى المحب والناصر وذلك لتصحيح خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وإلا لوجب أن يكون علي كرم الله وجهه أولى منهم جميعا ، وهذا فيه مافيه من تفسيق أكثر الصحابة الذين بايعوا أبا بكر وهو منكر من القول ؛ هذا قول علماء أهل السنة والجماعة كما صرح لي به كثير من علمائنا في تونس ! ولما قلت لهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الحديث وخلال الخطبة سألهم ( ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى عند ذلك قال « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » ) ، أجاب البعض بأن هذا من زيادات الشيعة ، وعندما سألتهم : أيعقل أن يجمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مائة ألف من الحجيج في حر الهجير ويحبسهم في الشمس المحرقة ليقول لهم بأن عليا محب وناصر المسلمين ؟ أهذا معقول ؟ ؟ فسكتوا ولم يجيبوا .

ومرة يكذبون الاحاديث التي تناقض مذهبهم وإن وردت في صحاحهم

Shafi 193