166

( 169 ) ولكن الله يقول : ( إنهم يكيدون كيدا ، وأكيد كيدا ، فمهل الكافرين أمهلهم رويدا )(1).

وإنه لمن معجزات الله سبحانه أن تخرج فضائل الامام على بعد ستة قرون من الحكم الجائر الظالم له ولاهل بيته ، إذ لم يكن العباسيون أقل بغضا وحسدا ونكاية وتقتيلا لاهل البيت النبوي من أسلافهم الامويين حتى قال أبوفراس الحمداني في ذلك :

ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت * تلك الجرائر إلا دون نيلكم

كم غدرة لكم في الدين واضحة * وكم دم لرسول الله عندكم

أنتم له شيعة في ما ترون وفي * أظفاركم من بنيه الطاهرين دم

فإذا خلصت بعد كل ذلك تلكم الاحاديث وخرجت من تلكم الظلمات فلتكن لله الحجة البالغة ، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد ذلك .

ورغم أن أبا بكر كان هو الخليفة الاول وله من النفوذ ما قد عرفنا ورغم أن الدولة الاموية كانت تجعل عطاء خاصا ورشوة لكل من يروي في حق أبي بكر وعمر وعثمان ورغم أنها اختلقت لابي بكر من الفضائل والمناقب الكثير مما سودت بها صفحات الكتب ، مع ذلك فلم يبلغ معشار عشر حقائق الامام علي وفضائله ، أضف إلى ذلك أنك إذا حللت الاحاديث المروية في فضائل أبي بكر وجدتها لا تتماشى مع ما سجله له التاريخ من أعمال تناقض ما قيل فيه ولا يقبلها عقل ولا شرع وقد تقدم شرح ذلك في حديث « لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أمتي لرجح إيمان أبي بكر » ولو كان يعلم رسول الله أن أبا بكر على هذه الدرجة من الايمان ماكان ليؤمر عليه أسامة بن زيد ولا ليمتنع من الشهادة له كما شهد على

( 1 ) سورة الطارق : آية 15 ، 16 ، 17 .

Shafi 167