Those Who Are Good
أولئك الأخيار
Mai Buga Littafi
دار القاسم
Nau'ikan
والأنفاس.
قال محمد بن عبد العزيز بن سليمان: حدثتني أمي قالت: قال أبوك: ما للعابدين وما للنوم؟ لا نوم والله في دار الدنيا إلا نوم غالب، قال: فكان والله لا يكاد ينام إلا مغلوبًا.
وفي أيامنا هذه يشتكي الكثير من الأرق ومن السهر ولا يفكر أن يستفيد من هذا الوقت بصلاة أو قراءة قرآن ... بل تجده يتقلب يمنة ويسرة بدون فائدة، فالنوم بعيد والتفكير في صلاة الليل والاستفادة من الوقت غير وارد.
ورحم الله طاوسًا كان إذا اضطجع على فراشه يتقلى عليه كما تتقلى الحبة على المقلاة، ثم ويثب ويصلي إلى الصباح، ثم يقول: طير ذكر جهنم نوم العابدين (١).
أخي: لما علم الصالحون قصر العمر، وحثهم حادي ﴿وَسَارِعُوا﴾ طووا مراحل الليل مع النهار انتهابًا للأوقات.
اصغ سمعك لنداء ربك، ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾ وبادر طيَّ صحيفتك وأحسر عن رأسك قناع الغافلين، وانتبه من رقدة الموتى وشمر للسباق غدًا، فإن الدنيا ميدان المتسابقين (٢).
عن نافع أنه قال: كان ابن عمر –﵁ يحيي الليل صلاة ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فأقول: لا، فيعاود الصلاة إلى أن
_________
(١) الإحياء ١/ ٤٢٠.
(٢) رهبان الليل ٣٧.
1 / 19