55

ثم أبصرت الحقيقة

ثم أبصرت الحقيقة

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Nau'ikan

ومنه قول الله تبارك تعالى عن فرعون ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ (١) وقوله تعالى ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ (٢) وقوله تعالى ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ (٣). والمقصود بـ (آل فرعون) هنا (فرعون وأتباعه)، فإنه لم يكن لفرعون ولد أصلًا – باتفاق المفسرين وأرباب التواريخ- ولذلك حكى الله تعالى قول امرأته آسية عن موسى ﵇ ﴿وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ (٤) ولا خلاف كذلك أنّ الذين كانوا يذّبحون أبناء بني إسرائيل والذين أغرقهم الله تعالى هم جند فرعون وأتباعه. يقول الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾: ("آل فِرْعَوْن" قَوْمه وَأَتْبَاعه وَأَهْل دِينه، وَكَذَلِكَ آل الرَّسُول ﷺ مَنْ هُوَ عَلَى دِينه وَمِلَّته فِي عَصْره وَسَائِر الأعْصَار سَوَاء كَانَ نَسِيبًا لَهُ أَوْ لَمْ يَكُنْ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى دِينه وَمِلَّته فَلَيْسَ مِنْ آلِهِ وَلا أَهْله وَإِنْ كَانَ نَسِيبه وَقَرِيبه) (٥).

(١) سورة البقرة آية ٤٩ (٢) سورة البقرة آية ٥٠ (٣) سورة غافر آية ٤٦ (٤) سورة القصص آية ٩ (٥) تفسير القرطبي ١/ ٣٨٢

1 / 60