180

ثم أبصرت الحقيقة

ثم أبصرت الحقيقة

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Nau'ikan

كبلال الحبشي وأمه حمامة وعامر بن فهيرة (١) وأم عبيس (٢) وزنّيرة (٣) والنهدية وابنتها (٤) وجارية بني مؤمِّل وجارية بني عَدِي ﵃.
لقد تحمّل أبو بكر من الإهانة بمكة بعد العناء والعذاب في الله ﷿، والصبر على أعداء الله والسكون على الإقامة بالجوار بعد أن كان يذمُ ويَشفَعُ في الناس، ولا يستطيع أحد دفعه.
فمِن ذلك أنه قام يومًا خطيبًا عند الكعبة يدعوهم إلى الله تعالى وإلى اتباع النبي ﵌ فضربه المشركون ضربًا شديدًا، وممن ضربه عتبة بن ربيعة حيث جعل يضربه على وجهه بنعلين مخصوفتين حتى ما يُعرف وجهه من أنفه (٥).
حتى جاء بنو تيم يتعادون، فأجلوا عنه ضاربيه وحملوه في ثوب إلى منزله، ولا يشكون في موته، لكن الله تعالى حفظه.
أقول هذا وأنا أعلم أنّ هناك عقولًا جوفاء ستتهمني مباشرة بالنصب أو بالإساءة للإمام علي وعدّ ما شئت من تهم، لأنّ المشكلة الحقيقية التي تعتري هذا النوع من النقاش هي أنك تتناقش مع عقول لا تريد أن تفهم، وإنما بُرمجت منذ أمد بعيد على أن ترى الإمام عليًا فوق

(١) صحابي جليل شهد بدرًا وأحدًا وقُتل يوم بئر معونة شهيدًا.
(٢) كانت فتاة لبني تيم بن مرة فأسلمت فاستضعفها المشركون وعذبوها فاشتراها أبو بكر وأعتقها، وقد كنيت بابنها عبيس بن كريز.
(٣) كانت من السابقات إلى الإسلام وقد كان أبو جهل يعذبها لأجل إيمانها فاشتراها أبو بكر وأعتقها.
(٤) كانتا لامرأة من بني عبد الدار، وقد كانت تحلف بالله أن لا تعتقهما أبدًا، فاشتراهما أبو بكر وأعتقهما.
(٥) البداية والنهاية ٣/ ٣٩ - ٤٠

1 / 187