وَأَبَوَاهُ خروا لَهُ سجدا قَالَ ﴿يَا أَبَت هَذَا تَأْوِيل رُؤْيَايَ من قبل قد جعلهَا رَبِّي حَقًا﴾
وَلما قَالَ المهدى لِعبيد الله بن أَبى عبيد الله الْكَاتِب وَكَانَ مُتَّهمًا بالزندقة قد رَأَيْت لَك رُؤْيا قبيحة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَيست برؤيا يُوسُف فَغَضب المهدى وَأنْشد
(ومطلع من نَفسه مَا يسره ... عَلَيْهِ من اللحظ الخفى دَلِيل)
(إِذا الْمَرْء لم يبد الذى فى ضَمِيره ... ففى اللحظ والألفاظ مِنْهُ رَسُول)
٥٤ - (ذِئْب يُوسُف) يضْرب مثلا لمن يرْمى بذنب جناه غَيره وَهُوَ برىء الساحة مِنْهُ قَالَ أَبُو عبيد الله بن الْحجَّاج الْكَاتِب
(قد أذْنب الْقَوْم وألزمته ... كَأَنَّهُمْ أَوْلَاد يَعْقُوب)
(إِذْ جعلُوا يُوسُف فِي جبه ... وأوقعوا الذَّنب على الذيب)
قَالَ الجاحظ قَالَ أَبُو عَلْقَمَة إِن اسْم الذِّئْب الذى أكل يُوسُف رغمون فَقيل لَهُ إِن يُوسُف لم يَأْكُلهُ الذِّئْب وَإِنَّمَا كذبُوا عَلَيْهِ وَلذَلِك قَالَ الله تَعَالَى ﴿وجاؤوا على قَمِيصه بِدَم كذب﴾ قَالَ فَهَذَا اسْم الذِّئْب الذى لم يَأْكُلهُ قبل فينبغى أَن يكون هَذَا الأسم لجَمِيع الذئاب فَإِن الذئاب كلهَا لم تَأْكُله
وللبديع الهمذانى من فصل لَهُ كذب الْقَمِيص لَا ذَنْب للذيب فى تِلْكَ الأكاذيب
٥٥ - (قَمِيص يُوسُف) أجْرى الله تَعَالَى أَمر يُوسُف من ابْتِدَائه إِلَى انتهائه على ثَلَاثَة أقمصة أَولهَا قَمِيصه المضرج بِدَم كذب والثانى قَمِيصه الذى
1 / 46