لَهُ إِلَى بعض إخوانه ونسيتنى وَمَا كَانَ حقى أَن أنسى وطويتنى فِي صحف إِبْرَاهِيم ومُوسَى
٤٩ - (ضيف إِبْرَاهِيم) يضْرب مثلا للضيف الْكَرِيم لِأَن الله تَعَالَى يَقُول فِي قصَّته ﴿هَل أَتَاك حَدِيث ضيف إِبْرَاهِيم الْمُكرمين﴾ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ إِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن إِبْرَاهِيم قَامَ عَلَيْهِم بِنَفسِهِ ثمَّ مَا لبث أَن جَاءَ بعجل سمين فقربه إِلَيْهِم وَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ
وَمن كَرَامَة الضَّيْف تَعْجِيل قراه قَالَ الشَّاعِر
(أسأتم وأبطأتم على الضَّيْف بالقرى ... وَخير الْقرى للنازلين الْمُعَجل)
وقرأت فِي أَخْبَار الْحُسَيْن الْجمل المصرى أَنه دخل على قادم من مَكَّة وَعِنْده قوم يهنئونه وَبَين أَيْديهم أطباق من الْحَلْوَى وَلَيْسَ يمد أحد مِنْهُم يَده إِلَيْهَا فَقَالَ وَالله يَا قوم لقد ذكرتمونى ضيف إِبْرَاهِيم قَالُوا وَكَيف فَقَرَأَ ﴿فَلَمَّا رأى أَيْديهم لَا تصل إِلَيْهِ نكرهم وأوجس مِنْهُم خيفة﴾ ثمَّ قَالَ كلوا رحمكم الله فضحكوا من قَوْله وأكلوا وَأكل مَعَهم
٥٠ - (تحفة إِبْرَاهِيم) هى اللَّحْم ويحكة أَن الشعبى دخل على صديق لَهُ فتحدثا سَاعَة فَلَمَّا أَرَادَ الْقيام قَالَ لَهُ لَا نتفرق إِلَّا عَن ذواق فَقَالَ الشّعبِيّ أتحفنى بِمَا عنْدك وَلَا تتكلف لى مَالا يحضرك فَقَالَ أى التحفتين أحب إِلَيْك تحفة إِبْرَاهِيم أم تحفة مَرْيَم قَالَ الشّعبِيّ أما تحفة إِبْرَاهِيم فعهدى بهَا السَّاعَة وَأُرِيد تحفة مَرْيَم فَدَعَا لَهُ بطبق من رطب وَإِنَّمَا عَنى بتحفة إِبْرَاهِيم اللَّحْم لِأَن فِي قصَّته ﴿فَمَا لبث أَن جَاءَ بعجل حنيذ﴾
1 / 44