Thimar Mujtanat
الثمار المجتناة
Nau'ikan
قلت: بل ذلك ملائم في أعلى طبقات البلاغة لأنه قد نص أهل المعاني أن أحسن مواقع (إنما) التعريض، فكأنه قال افعلن يا نساء النبي ما أمرتن به، فإنكن غير معصومات إنما المعصومون هؤلاء -أعني العترة لا أنتن.
فإن قلت: ما هذه العصمة التي ادعيتها في أهل البيت عليهم السلام ؟
قلت: هي ما حققه الإمام المشهور القاسم بن محمد المنصور: رد النفس عن تعمد المعصية وترك الطاعة مستمرا لحصول التنوير واللطف عند عروضهما، وليس ذلك إلا باختيارهم، وإلا لما استحقوا على ذلك مدحا ولا ثوابا.
فإن قلت: فيلزم على هذا أن كل من منع نفسه عن تعمد المعصية وترك الواجب مستمرا فهو معصوم سواء أكان من أهل البيت، أو من غيرهم.
قلت: هو كذلك، إلا أنه لا طريق لنا بذلك في غيرهم، وأما فيهم فقد أخبرنا الله تعالى بذلك وذلك أنه تعالى لما علم أنهم يلتطفون فعل لهم الإلطاف، فثبت القطع بعصمتهم دون غيرهم وليست إلا لجماعتهم لأن الآحاد كغيرهم منهم المطيع ومنهم العاصي بالمشاهدة.
فهذا ما أردنا نقله بحمد الله تعالى في الباب الرابع ويتلو ذلك الباب الخامس.
Shafi 123