ومثالها: ما روى سعيد بن أبي مريم (^١) عن مالك عن الزهري عن أنس ابن مالك أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا ... " الحديث (^٢).
فقوله: لا تنافسوا: مزيدة في هذا الحديث من حديث آخر لمالك عن أبي الزناد (^٣) عن الأعرج (^٤) عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: "إِياكم والظن، فإِن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تنافسوا" (^٥).
الصورة الرابعة:
أن يسوق الراوي الإسناد فيعرض له عارض، فيقول كلاما من قبل نفسه، فيظن بعض من سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد، فيرويه عنه كذلك (^٦).
(^١) هو: سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم الجمحي بالولاء أبو محمد المصري، ثقة ثبت فقيه، مات سنة أربع وعشرين ومائتين.
انظر: تقريب التهذيب ١/ ٢٩٣.
(^٢) رواه البخاري ١٠/ ٤٨١، مسلم ١٦/ ١١٥ مع النووي.
(^٣) هو: عبد الله بن ذكوان الأموي مولاهم أبو الزناد المدني، أحد الأئمة، ثقة فقيه صاحب سنة، مات فجأة سنة ثلاثين ومائة.
انظر: الخلاصة للخزرجي ٢/ ٥٣ - ٥٤.
(^٤) هو: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أبو داود، وثقه ابن سعد وابن المديني، وأبو زرعة، مات بالأسكندرية سنة سبع عشرة ومائة.
انظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٢٨٣ - ٢٨٤، تهذيب التهذيب ٦/ ٢٩٠ - ٢٩١.
(^٥) رواه البخاري ١٠/ ٤٨٤ مع الفتح، وفيه: ولا تناجشوا بدل: ولا تنافسوا، ومسلم ١٦/ ١١٨ - ١١٩ مع النووي، وانظر: الموطأ ٢/ ٩٠٧ - ٩٠٨، المسند ٥/ ٥١٧.
(^٦) شرح النخبة ص ٨٦.