وقد ورد عند البلاذري (^١)، والطبري (^٢) موقفًا آخر لمالك بن هبيرة يخالف ما سبق وهو أنه أراد أن يشفع في أمر حجر بن عدي، فلم يشفعه معاوية ﵁ فيه.
أما ما ورد فيها من أن معاوية ﵁ أقدم على قتل هؤلاء النفر بسبب قول زياد فيهم، فهذا يعني أن معاوية ﵁ لم يأبه بالشهود، وهذا تحريف واضح للرواية لا يستبعد من صاحب الكتاب الذي حصر الشهود في ثلاثة كما في الرواية السابقة، وهم سبعون.
وقد رويت بعض الأحاديث، تذم مقتل حجر بن عدي منها:
ما أخرجه يعقوب بن سفيان (^٣) بسنده فقال: دخل معاوية على عائشة، فقالت: ما حملك على قتل أهل عذراء حجرًا وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين، إني رأيت قتلهم إصلاحًا للأمة، وأن بقاءهم فساد، فقالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء)، (قال عنه الألباني: ضعيف) (^٤).
وأخرج يعقوب أيضًا بسند فيه ابن لهيعة (^٥) عن علي ﵁ أنه يقول: (يا أهل العراق، سيُقْتَلُ منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود، قال: يُقْتَل حجر وأصحابه) (^٦). وابن لهيعة هذا قال عنه ابن كثير: (ضعيف) (^٧).