فقال له جرير بن عبد الله ﵁ (^١): أنا آتيك بحجر أيها الأمير، على أن تجعل له الأمان، وألا تعرض له حتى يلقى معاوية، فيرى فيه رأيه. قال: قد فعلت. فأقبل به إلى زياد، فأمر بحبسه، وأمر بطلب أصحابه الذين كانوا معه، فأُتِيَ بهم، فوجههم جميعًا إلى معاوية مع مائة رجل من الجند، فأنشأت أم حجر (^٢) تقول:
ترفع أيها القمر المنير … ترفع هل ترى حجرًا يسير
وإن تهلك فكل عميد قوم … من الدنيا إلى هلك يصير
وبعث زياد بثلاثة نفر من الشهود، ليشهدوا عنده بما فعل حجر وأصحابه، منهم أبو بردة بن أبي موسى (^٣)، وشريح بن هانئ الحارثي (^٤)، وأبو هنيدة القيني (^٥)، فأتوا معاوية، وشهدوا عليهم بحصبهم عمرو بن حريث، فأمر معاوية بهم، فقتلوا) (^٦).