قَبِلَ زيادٌ هذا الكلام أمامه؟ وكيف قَبِلَ معاوية؟ وكيف رضي المسلمون بهذه المخالفة الصريحة من الإمام؟ فهل ضاع الإحساس، وضاع الدين، ولا يزال الصحابة أحياء) (^١).
وذكر الغيث (^٢) بعد أن استقصى الاستلحاق، أنه لم يقف على رواية صحيحة صريحة العبارة تؤكد اتهام معاوية ﵁ بذلك، وأن الاتهام موجه لزياد وأنه هو الفاعل، واستدل بحديث (لما ادَّعَى زياد) بضبط أبي عامر العبدري، بفتح الدال والعين، وبترجمة الأصفهاني لزياد بقوله: (زياد بن سُميّة ادّعى أبا سفيان فنسب إليه) (^٣)، ثم ختم قوله مؤكدًا ذلك بهجر أبي بكرة ﵁ لأخيه زياد (^٤).
قلت: وحتى اتهام زياد لم يثبت؛ لأن الضبط ورد ما يخالفه، والأصفهاني لم يسند الخبر، وحلف أبو بكرة ﵁ ليس هذا موضعه، وقد سبق بيانه في نقد هذه الرواية.
أما تبرئة زياد من هذا الاستلحاق:
- أن هذا الاستلحاق جاء سنة أربع وأربعين للهجرة (^٥)، أي بعد دخول زياد في أمر معاوية ﵁، ولم أقف على رواية صحيحة تثبت تورط زياد بهذا الاستلحاق.
وهذا الأمر يجعلنا نطرح أسئلة منها لماذا هذا التوقيت؟ ولماذا أثير حول