- أن آخر حدث سجله صاحب كتاب الأخبار الطوال هو موت المعتصم؛ حيث ختم كتابه بقوله: (ومات المعتصم بالله يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومئتين، وصلَّى عليه أبو عبد الله أحمد بن أبي داود، وكان المعتصم أوصى إليه بالصلاة عليه، وكانت ولايته ثماني سنين وثمانية أشهر وسبعه عشر يومًا، وكان قد بلغ من السن تسعًا وثلاثين سنة)، وأبو حنيفة قد عاش إلى سنة ٢٨٢ هـ، فلو كان هو صاحب الكتاب فلماذا يتوقف عن تسجيل الأحداث قبل الوفاة بخمسين سنة.
- إن حادثة نسبة كتاب الأخبار الطوال إلى أبي حنيفة لم تكن فريدة من نوعها، بل قد اتهم أحد معاصريه وهو عبد الله بن مسلم الدينوري (^١) وهو المشهور بابن قتيبة، فقد نسب إليه كتاب الإمامة والسياسة وقد برأه العلماء منه (^٢).
ونجد أن كتاب الإمامة والسياسة وكتاب الأخبار الطوال كلها تاريخية مما يدل على أن الناسب قد اعتقد بفكرةٍ ومذهبٍ ولم يستطع تمريرها إلا من خلال نسبة الكتاب لأحد الأعلام، وخصوصًا هذان العالمان، ويبدو أن السبب في التركيز عليهما أنهما تناولا شيئًا من أنواع العلوم، ثم لكونهما من الدينور وهي بعيدة عن الأمصار الإسلامية المشهورة؛ لذلك أصبح من السهل إلصاق التهم بهما، فالذي ينسب إليه كتاب الإمامة والسياسة رجل من أهل المغرب (^٣)،