وقد انفرد صاحب الكتاب في ذكر سبب إفشاء المنذر بن الجارود لعبيد الله أنه بسبب النسب.
• نقد النص:
لم أقف على من أورد كتاب الحسين ﵁ إلى أهل البصرة مسندًا إلا الطبري من طريق أبي مخنف (^١) وهو ضعيف، ثم إن أهل البصرة لم يُذْكَرْ عنهم المشاركة في أمر الحسين ﵁، وقد خَصَّتِ المصادر أهل الكوفة بذلك، وهم من دعوا الحسين ﵁ إليهم، ولو كان هو من دعاهم لبيعته لجاز أن يدعو أهل البصرة مثلهم.
ثم إن كتاب الحسين ﵁ المزعوم جاء فيه قول الحسين ﵁: (وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، فإن السنة قد أميتت، وإن البدعة قد أُحْيَت) (^٢).
فهو يشير إلى ظهور البدع وترك العمل بالكتاب والسنة، وهذا الأمر لا يمكن تصوره عن ذلك العصر، وهم بالقرن الأول من القرون المفضلة وكثير من الصحابة لا يزالون أحياء.
وقد أورد ابن كثير هذا الخبر وعلق عليه بقوله: (وعندي في صحة هذا عن الحسين نظر، والظاهر أن هذا مطرز بكلام مزيد من بعض رواة الشيعة) (^٣).
قلت: وإن ذلك منهم لكي يوجدوا العذر لإخوانهم الذين كتبوا للحسين ﵁.
* * *