198

The Tatars from the Beginning to Ain Jalut

التتار من البداية إلى عين جالوت

Nau'ikan

أحداث ليلة ويوم ٢٥ رمضان سنة ٦٥٨هـ انتهى اليوم الرابع والعشرين من رمضان، وقضى المسلمون هذه الليلة في القيام والابتهال والدعاء والرجاء، وكانت هذه من أعظم ليالي السنة، أولًا: لأنها ليلة وترية، وثانيًا وهذا هام جدًا جدًا: لأنها ليلة تسبق يوم الجهاد في سبيل الله، وفي صباحها سيكون اللقاء العظيم الذي يثأر فيه المسلمون لدماء الملايين من المسلمين التي سفكت على أيدي هؤلاء التتار الهمج، فكانت ليلة خالدة حقًا، ومتعة حقيقية لا يشعر بها إلا المجاهدون في سبيل الله، نسأل الله ﷿ أن يكتب لنا جهادًا في سبيله، وأن يرزقنا ثباتًا في أرض الجهاد. كان قطز ﵀ قد اجتهد كثيرًا في تربية الزرع وغدًا هو يوم الحصاد، وستكون نتائج جميع الأعمال الضخمة التي قام بها قطز ﵀ قبل ذلك. جاء وقت الفجر، وصلى المسلمون الفجر في خشوع، ورتبوا صفوفهم بعد الصلاة واستعدوا، وما هي إلا لحظات وأشرقت الشمس، وكان ذلك اليوم يوم الجمعة، فهو عيد في السماء وعيد في الأرض، وسيكون عيدًا للنصر من أعظم أعياد المسلمين إن شاء الله. فيوم الجمعة (٢٥) من رمضان سنة (٦٥٨هـ) تاريخ من الواجب على جميع المسلمين ألا ينسوه، فهو من أعظم تواريخ المسلمين مطلقًا، وبشروق الشمس أضاءت الدنيا ورأى المسلمون من بعيد جيش التتار من اتجاه الشمال، جاء الجيش التتري المهول الذي دوّخ العالم، وأسقط نصف العالم الإسلامي ونصف أوروبا، واقترب من سهل عين جالوت، وعلى أبواب السهل في الناحية الشمالية وقف الجيش التتري في عدده الرهيب وعدته القوية، ولم يكن بالسهل أحد من رجال المسلمين، فقد كان السهل خاليًا تمامًا، فكل المسلمين كانوا مختبئين خلف التلال، حتى المقدمة التي كان على رأسها ركن الدين بيبرس ﵀ كانت مختبئة في ذلك الصباح.

10 / 19