The Sunna in Confrontation with Falsehoods

Muhammad Tahir Hakim d. Unknown
109

The Sunna in Confrontation with Falsehoods

السنة في مواجهة الأباطيل

Mai Buga Littafi

دعوة الحق سلسلة شهرية تصدر مع مطلع كل شهر عربي

Inda aka buga

السَنَة الثانية

Nau'ikan

وقوله ﷺ: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» (١). وقوله: «خُذُوا عَنِّى مَنَاسِكَكُمْ» (٢). وقوله: «لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» (٣). فلو لم تكن السُنَّة شرعًا ودينًا لما حرص الصحابة والتابعون على حفظها ولما ضربوا أكباد الإبل لسماعها وحفظها وتدوينها وجمعها، يَقُولُ أَنَسٌ ﵁: «كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ نَسْمَعُ مِنْهُ الحَدِيثَ فَإِذَا قُمْنَا نَتَذَاكَرُهُ فِيمَا بَيْنَنَا حَتَّى نَحْفَظُهُ» (٤). ويقول أبو هريرة: «إِنِّي لأُجَزِّئُ اللَّيْلَ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ: فَثُلُثٌ أَنَامُ، وَثُلُثٌ أَقُومُ، وَثُلُثٌ أَتَذَكَّرُ أَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ» (٥). وهذا سعيد بن المسيب يقول: «كُنْتُ أَرْحَلُ الأَيَّامَ وَاللَّيَالِي فِي طَلَبِ الحَدِيثِ الوَاحِدِ» قِيْلَ لِلشَّعْبِيِّ: «مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا العِلْمِ كُلُّهٌ؟ قَالَ: " بِنَفْيِ الاغْتِمَادِ (*)، وَالسَّيْرِ فِي البِلاَدِ، وَصَبْرٍ كَصَبْرِ الجَمَادِ (*)، وَبُكُوْرٍ كَبُكُوْرِ الغُرَابِ» (٦). فلو لم تكن السُنَّةُ شرعًا ودينًا لما حرصوا عليها هذا الحرص ولما تحمَّلوا مشاق السفر في سبيلها ولما أصبحت جزءًا من حياتهم اليومية ولما قال - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» (٧).

(١) الحديث رواه البخاري: ١/ ١٥٥. (٢) و(٣) سبق تخريجهما. [حديث «خُذُوا عَنِّى مَنَاسِكَكُمْ» انظر ص ١٥ والحديث الثاني: «فَلْيُبْلِغْ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ» انظر ص ١٧ و٥٦]. (٤) رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي، انظر أصول الحديث لمحمد عجاج الخطيب (٥) رواه الدارمي في " سُننه ": ١/ ٨٢. (*) [ورد كذلك: «بِنَفْيِ الاغْتِمَامِ» و«وَصَبْرٍ كَصَبْرِ الحَمَامِ» انظر " سير أعلام النبلاء " للذهبي، تحقيق الشيخ شُعَيْب الأرناؤوط، الطبعة: الثالثة، ١٤٠٥ هـ / ١٩٨٥ م، نشر مؤسسة الرسالة: ٤/ ٣٠٠]. (٦) ذكر المؤلف في الهامش المصدر الذي استقى منه قوله الشعبي: " البداية والنهاية " لابن كثير: ٩/ ١٠٠ [بحثت في هذا المصدر فلم أجد مقولة الشعبي هذه. انظر " سير أعلام النبلاء ": ٤/ ٣٠٠]. (٧) رواه أبو داود: ٥/ ١٣. وابن ماجه: ١/ ١٦. والدارمي: ١/ ٤٣. وأحمد: ٤/ ١٢٦، ١٢٧. كلهم عن العرباض بن سارية ورواه الترمذي: ٧/ ٤٣٨. وقال: حسن صحيح.

1 / 111