357
لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، لَا تَلِجُوا عَلَى المُغِيبَاتِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ أَحَدِكُمْ مَجْرَى الدَّمِ، لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ، إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ. ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَث (^١). لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ، إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ، إِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ وَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا. يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ (^٢) فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ (^٣). وإِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا إِذَا كَانَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِخِطْبَةٍ، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ. تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا تَكُونُوا كَرَهْبَانِيَّةِ النَّصَارَى، رفقًا بالقوارير (^٤)، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا؛ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا، وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا، فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا، وخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ (^٥) وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي، لا يَفْرَكْ (^٦) مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ. وِإذَا أَرَادَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ أَنْ يَخْلُقَ النَّسَمَةَ فَجَامَعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ؛ طَارَ مَاؤُهُ فِي كُلِّ عِرْقٍ وَعَصَبٍ مِنْهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ السَّابِعِ أَحْضَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ عِرْقٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ ﴿في أي صورة ما شاء ركبك﴾ (^٧)، وَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قال: "بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا"؛ ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ وَلَدٌ؛ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ (^٨) أَبَدًا وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ. اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ، أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟، ومَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا؛ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ، وإِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا؛ لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ، وَلَا تَجِدُ امْرَأَةٌ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا. إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا؛ قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ.

(^١) الحيوان المشهور بدياثته وعدم غيرته هو الخنزير الذي يأكله الغربيون فيتصفون بصفاته، فمن عاداتهم السيئة أن الفتاة عندهم يتاح لها أن تفعل الفاحشة ويعدون ذلك حرية، وأنها لا بد أن تكون مجربة فاقدة العذرية قبل الزواج، والخاطب لا بد أن يكون كذلك، وإلا جاؤوا له بعاهرة من الشارع قبل الدخول! والزوجة عندهم إذا وجدوها عذراء عابوها وقالوا إنها باردة جنسيًا! وهذا من تبديل الشيطان فطرتهم، فأصبحت مفاهيمهم وأخلاقهم منكوسة مع عقيدتهم الفاسدة، -والعياذ بالله-. وقد غزا الغرب المنتكس عقيدة وأخلاقًا مجتمعات المسلمين بأفلامه المنحرفة وقنواته المنحلة التي تصور ممارسة الفاحشة ومقدماتها الفاضحة بحركات وكلمات مثيرة وصور عارية للنساء في صالات رقص، وعرض فاحشة اللواط بطريقة مثيرة وعرض الشباب عراة من الخلف ومشاهد الضم والعناق والقبلات الساخنة والملابس الفاضحة القصيرة والممزقة، والأغاني الساقطة وتناول الخمور ونشر الألفاظ السيئة، وتأصيل مفهوم الزنا والخيانة الزوجية والعلاقة المحرمة بين الرجل والمرأة خارج إطار الأسرة، والشذوذ الجنسي، وتأكيد مفهوم الانغماس في قذارة الفواحش والانحراف سعيًا إلى اللذة والمتعة كهدف أساس للحياة، وتدميرًا للعرض والشرف، وقد كانت المرأة عندنا مصونة لا يراها أجنبي، مكفولة لا تحتاج أن تتوظف، فأصبح التقدم -عند المتأثرات بالغربيين- هو أن يراها الكفار، وأن تخلع الحجاب بمجرد أن تركب الطائرة وأن تسافر بلا محرم، وأن تفخر إذا عملت خادمة جوية أو ممرضة في مستشفى وما أشبه ذلك، وهمها الوظيفة والمال والمتعة بعيدًا عن الزواج والأسرة والعفة التي صورها الإعلام الغربي المنحرف بأنها قيود للحرية والمتعة!!
(^٢) الباءة: النكاح، لأن من تزوج امرأة بوأها منزلًا، والوطء سمي باءة أيضًا، والمعنى: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْجِمَاعَ لِقُدْرَتِهِ عَلَى مُؤَنِهِ وَهِيَ مُؤَنُ النِّكَاحِ فَلْيَتَزَوَّجْ. ومن نصائح قدماء الأطباء قولهم: لَا تَتَزَوَّجُوا مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا شَابَّةً، وليقلّ غَشَيَانَ النِّسَاء، والْجِمَاعُ عَلَى الْبِطْنَةِ يهْدِمُ الْبَدَنَ، وَلَا تَتَكَارَهَنَّ عَلَى الْجِمَاعِ. وَأَرْبَعَةٌ تَزِيدُ فِي الْجِمَاعِ: أَكْلُ الْعَصَافِيرِ، وَالْإِطْرِيفِلِ، وَالْفُسْتُقِ، وَالْخَرُّوبِ. وإنَّ وَطْءَ الْمَرْأَةِ الْحَائِضِ يُوَلِّدُ الْجُذَامَ، والْجِمَاعُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُهْرِيقَ الْمَاءَ عَقِيبَهُ يُوَلِّدُ الْحَصَاةَ، وَمُجَامَعَةُ الْعَجَائِزِ تُهْرِمُ أَعْمَارَ الْأَحْيَاءِ، وَتُسْقِمُ أَبْدَانَ الْأَصِحَّاءِ.
(^٣) وجاء: أي كاسر للشهوة.
(^٤) يعني: النساء.
(^٥) وقد جاء الإسلام بحماية المرأة المسلمة وفرض الحجاب على نساء المؤمنين صيانة لهن، وحَثَّ على قرار المرأة في بيتها، وأوجب كفالتها والإنفاق عليها وصيانتها وحفظها وإكرامها، فلا يجوز دعوتها للتبرج ولا إحواجها للعمل مطلقًا ولا إلزامها بالإنفاق على الرجل، على عكس ما في بعض المجتمعات الكافرة التي تلزم محاكمها المرأة إذا كانت ذات مال بالإنفاق على الرجل بعد طلاقها منه!
(^٦) لا يبغض.
(^٧) وظهر مؤخرًا من العلوم البشرية علم الحمض النووي DNA والجينات التي تحمل الصفات الوراثية.
(^٨) أي: لم يضر الولد المذكور، بحيث يتمكن من إضراره في دينه أو بدنه، وليس المراد رفع الوسوسة من أصلها.

1 / 394