The Story of Life
قصة الحياة
Nau'ikan
العودة ومحاولة المنافقين قتل النبي
ولما أقبل رسول الله ﷺ من غزوة تبوك؛ أمر مناديًا فنادى: إن رسول الله ﷺ أخذ العقبة فلا يأخذها أحد، فبينما رسول الله ﷺ يقوده حذيفة، ويسوق به عمار ﵄، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل فغشوا عمارًا وهو يسوق برسول الله ﷺ وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول الله ﷺ لحذيفة: "قد، قد"، حتى هبط رسول الله ﷺ فلما هبط رسول الله ﷺ نزل، ورجع عمار، فقال رسول الله ﷺ: " يا عمار، هل عرفت القوم؟ "، فقال: قد عرفت عامة الرواحل، والقوم متلثمون، قال: " هل تدري ما أرادوا؟ "، قال: الله ورسوله أعلم، قال: " أرادوا أن ينفروا برسول الله ﷺ فيطرحوه"، قال: فسأل عمار رجلًا من أصحاب رسول الله ﷺ فقال: نشدتك بالله، كم تعلم كان أصحاب العقبة؟، فقال: أربعة عشر، فقال: إن كنت فيهم، فقد كانوا خمسة عشر. فعذر رسول الله ﷺ منهم ثلاثة قالوا: والله ما سمعنا منادي رسول الله ﷺ وما علمنا ما أراد القوم. فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
ونَزَلَتْ آيَاتٌ كَثِيرَةٌ مِنْ سُورَةِ بَرَاءَةَ اشْتَمَلَتْ عَلَى ذِكْرِ ظُرُوفِ الْغَزْوَةِ، وَفَضْلِ الْمُجَاهِدِينَ الْمُخْلِصِينَ، وَقَبولِ التَّوْبَةِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ، وَفَضْحِ الْمُنَافِقِينَ، وَكَانَتْ سُورَةُ التَّوْبَةِ مِنْ أَشَدِّ مَا نَزَلَ فِي الْمُنَافِقِينَ حَتَّى كَانَتْ تُسَمَّى: "الفاضِحَةَ"، وَتُسَمَّى: "الْمُبعْثِرَةَ" لِمَا كَشَفَتْ مِنْ سَرَائِرَ المُنَافِقِينَ. ورجع رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى المدينة فهدم مسجد الضرار الذي بناه المنافقون كيدًا للإسلام.
1 / 352