The Story of Life
قصة الحياة
Nau'ikan
إرسال السرايا إلى عَجُز وفدك والميفعة وغطفان والغابة
وفي شعبان بعث رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في ثلاثين رجلًا إلى عَجُز محل بينه وبين مكة أربع ليال بطريق صنعاء يقال له تُرَبة وأرسل ﷺ دليلًا من بني هلال فكان يسير الليل ويكمن النهار فأتى الخبر لهوازن فهربوا فجاء عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه محالهم فلم يجد منهم أحدًا فانصرف راجعًا إلى المدينة فلما كان بمحل بينه وبين المدينة ستة أميال قال له الدليل: هل لك في جمع آخر من خثعم؟ فقال له عمر رضي الله تعالى عنه: لم يأمرني رسول الله ﷺ بهم إنما أمرني بقتال هوازن.
وفي شعبان أيضًا بعث رسول الله ﷺ سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى بني مرة بناحية فَدَك، في ثلاثين رجلًا. وخرج إليهم واستاق الشاء والنعم، ثم رجع فأدركه الطلب عند الليل، فرموهم بالنبل حتى فني نبل بشير وأصحابه، فقتلوا جميعًا إلا بشير، فإنه ارْتُثَّ (^١) إلى فدك، فأقام عند يهود حتى برأت جراحه، فرجع إلى المدينة.
وفي رمضان بعث رسول الله ﷺ سرية غالب بن عبدالله الليثي، إلى بني عُوَال وبني عبد بن ثعلبة بالمَيْفَعَة، وقيل إلى الحُرَقَات من جُهَيْنَة في مائة وثلاثين رجلًا؛ فهجموا عليهم جميعًا، وقتلوا من أشرف لهم، واستاقوا نعمًا وشاءً، وفي هذه السرية قتل أسامةُ بن زيد نَهِيكَ بن مِرْدَاس بعد أن قال: لا إله إلا الله، فلما قدموا وأخبر النبي ﷺ، كبر عليه وقال: (أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟) فقال: إنما قالها متعوذًا قال: (فهلا شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب؟).
(^١) ارتث: حمل من المعركة بعد إصابته وبه رمق.
1 / 325