15

The Stick - Among the Rare Manuscripts

العصا - ضمن نوادر المخطوطات

Bincike

عبد السلام هارون

Mai Buga Littafi

شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م

Nau'ikan

(انشقت العصا) العرب تقول: فلان يشق العصا، إذا كان لا يدخل تحت حكم ولا طاعة مخالفًا لأمر الآمرين. ويستعمل شق العصا فيمن يتفرق عنه أحبابه، ويظعن عنه أصحابه فيظهر مكنون سره، ويبوح مخفي أمره (^١)، لضرورة البين الداعية إلى ذلك. قال أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري في كتابه المسمى بالقائف (^٢): «مر ركب بشجرة مورية (^٣)، فاقتضب إنسان منهم عصا ثم شقها، ثم جعل يقتدح قريبًا من الشجرة فأورى الزند فقالت الشجرة: يا هذا ما أسرع ما ظهر سرك، وسوف ترغب الركب في اتخاذ زناد مني، فأحور عيدانًا في أيدي القوم. فقال: لا تلمني، المغرورة، أظهرت سري ضرورة». وقال قيس بن ذريح: إلى الله أشكو نيةً شقّت العصا … هي اليوم شتَّى وهي أمسِ جميعُ (^٤) مضى زمنٌ والناس يستشفعون بي … فهل لي إلى لبني الغداة شفيع وأول هذه القصيدة: سقى طللَ الدارِ الذي أنتم بها … حناتم وبل صيّف وربيع (^٥)

- وقال زهير: ومن لم يصانع في أمور كثيرة … يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم وفي الأصل: «وصربها»، صوابه في حماسة ابن الشجري. وروى بعده في الحماسة: وقبلك ما هاب الرجال ظلامتي … وفقأت عين الأشوس الأبيان (^١) باح الشئ يبوح: ظهر. والمخفى، المستور المكتوم، يقال خفيته وأخفيته. (^٢) ذكره أبو العلاء في تصانيفه التي ألفها، وقال: «كتاب القائف على معنى كليلة ودمنة ألفت منه أربعة أجزاء ثم انقطع تأليفه بموت من أمر بعمله، وهو عزيز الدولة». انظر تعريف القدماء بأبى العلاء. (^٣) مورية: تورى النار، أي تخرجها. وفي الأصل: «موزية». (^٤) قصيدة هذه الأبيات تختلط أبياتها بشعر المجنون اختلاطا، وتروى حينا للمجنون، وحينا القيس. القالى ١: ١٣٦ - ١٣٧ والحيوان ٥: ١٩٣ - ١٩٤ وعيون الأخبار ١: ٢٦١ والأغانى ٨: ١٢٦ وحماسة ابن الشجري ١٥٧ - ١٥٨. (^٥) الحناتم: سحائب سود، الواحدة ختمة. الصيف: المطر الذي يجيء في الصيف. والربيع: أول مطر يقع بالأرض أيام الخريف، كما في اللسان.

1 / 189