149

The Shining Light Explaining the Methods of the Hadith Scholars

الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين

Mai Buga Littafi

-

Lambar Fassara

الخامسة

Nau'ikan

ولا أدري؛ كيف ساغ لهذا الرجل أن يشكك في هذا الحديث الذي يتطابق مع القرآن؟ ألم يقرأ قوله تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾ ... الآية والتي بعدها؟ ثم أين قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾؟ ١.

١ سورة البقرة: ١٤٦.

كلمة عن الإسرائيليات وموقف الصحابة منها والرد على المتقولين: يمضي أبو رية في هذا المهيع، في خلط مريع بين الحق والباطل، ولبس للهدى بالضلال مستغرقا نحوا من ثمان وثلاثين صفحة١. ينقل عن الأستاذ أحمد أمين في ضحى الإسلام، وعن ابن خلدون في مقدمته ما يفيد ذم الإسرائيليات، ويظهر خطرها والنقل عنها وانخداع البعض بها، ولا أحد يقبل الإسرائيليات على إطلاقها، ولا يستطيع أحد أن يهون خطرها؛ لكن الذي يجب أن يعلم هو أن الإسرائيليات يمكن أن يحكم عليها من خلال الصحيح الذي بين أيدينا، وأن مسلمة أهل الكتاب ليسوا جميعا سيِّئِي النية، خبيثي الطوية، وأن الثلاثة الذين انتقصهم لا يسلم له انتقاصهم. وقد صح إباحة التحديث عن بني إسرائيل على ما مضى: "وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"، وصح النهي عن تصديق أهل الكتاب أو تكذيبهم.

١ أضواء على السنة ص١١٧-١٥٤.

1 / 154