يكون ذلك عبادة وضراعة، ويحكي عنه أهل البادية منهم أنه كان رسولًا في حاجة فأراد أن يدخل بلده والشمس متدلية للغروب فقال لها قفي فوقفت وسمعت قوله وامتثلت فدخل بلده نهارا.
وعندهم قبر رابعة مشهور لا يحلفون يمينا صادقا إلا بها.
وفي أراضي نجران الطامة المعضلة وهو الرئيس المعروف بالسيد فقد أتى أهل نجران وما يليهم من الأعراب والقبائل من تعظيمه والغلو فيه والاعتقاد الشركي ما أفضى بهم إلى الضلال والإلحاد، صرفوا له من أنواع العبادة سهمًا وجعلوا فيه للألوهية قسمًا حتى كادوا يجعلونه لله ندًا وكان عندهم بذلك الحال شهيرًا - تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
وأما في حلب ودمشق وأقصى الشام وأدناه فهو مما لا يوقف له على حد ولا يمكن ضبط قدره بحسب ما يحكيه من يشاهد ذلك أو يراه من العكوف على عبادة القبور وصرف القربان إليها والنذور والمجاهرة بالفسوق والفجور وأخذ المكوس وإحلال الدستور الوضعي محل الشريعة الربانية وتنظيم عمل البغايا ووضع الخراج عليهن من مهورهن الخبيثة.
وفي الموصل وبلدان الأكراد وما يليها من سائر البلاد وفي العراق عمومًا وفي المشهد وبغداد خصوصًا ما لا يقدر على حصره وتعداده مما يفعل عند قبر الإمام أبي حنيفة ومعروف الكرخي والشيخ عبد القادر رضي الله تعالى عنهم من الدعاء والاستغاثة بهم والطلب منهم في سائر الأوقات والأزمان ويحصل من التعظيم والتذلل عندهم والخضوع أعظم