227

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

Mai Buga Littafi

(المؤلف)

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Nau'ikan

الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد في المسند، والبيقي في الشُّعب - واللفظ له - بسند حسن عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: [أتيتُ ليلة أُسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريضَ من نار، كلما قُرِضت وفَتْ، فقلتُ يا جبريلُ من هؤلاء؟ قال: خطباءُ أمتِكَ الذينَ يقولون ما لا يفعلون، ويقرؤون كتابَ الله ولا يعملون به] (١).
وفي لفظ أحمد: [مررت ليلة أسري بي على قوم تُقْرَضُ شفاههم بمقاريضَ من نار. قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك من أهل الدنيا، ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الطبراني والبزار بسند جيد عن جندب بن عبد الله ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: [مثَلُ العالِم الذي يُعَلِّمُ الناس الخيرَ، ولا يعمل به (وفي رواية: وينسى نفسه)، كمثل السراج يضيء للناس، ويُحْرِقُ نَفْسَه] (٣).
وأما الآثار في ذلك فكثيرة، منها:
١ - يروي ابن مَرْدَوَيه في تفسيره عن الضحاك، عن ابن عباس: (أنه جاءه رجل فقال: يا ابن عباس، إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، قال: أو بلغت ذلك؟ قال: أرجو. قال: إن لم تخش أن تُفْتَضَحَ بثلاث آيات من كتاب الله فافعل. قال: وما هن؟ قال: قوله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾. أحكمت هذه؟ قال: لا. قال: فالحرف الثاني؟ قال: قوله تعالى: ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٣)﴾ [الصف]. أحكمت هذه؟ قال: لا. قال: فالحرف الثالث؟ قال: قول العبد الصالح شعيب ﵇: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ﴾ [هود: ٨٨]. أحكمت هذه الآية؟ قال: لا. قال: فابدأ بنفسك).
٢ - يروي الحافظ ابن كثير الدمشقي في تفسيره عن إبراهيم النَّخَعي قال: (إني لأكره القصص لثلاث آيات: قوله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾، وقوله:

(١) حديث حسن. انظر صحيح الجامع (١٢٨) وهذا لفظ البيهقي، ورواه أحمد بلفظ مشابه.
(٢) حديث حسن. أخرجه أحمد في المسند (٣/ ١٢٠ - ١٨٠ - ٢٣١ - ٢٣٩)، وهو حسن لغيره.
(٣) حديث صحيح. أخرجه الطبراني كما في "مجمع الزوائد" (١/ ١٨٤)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير- حديث رقم - (٥٧٠٧).

1 / 229