139

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

Mai Buga Littafi

(المؤلف)

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Nau'ikan

قلت: والقول الأول هو الراجح، فإن السنة الصحيحة قد دلت عليه.
فقد أخرج الإمام أحمد والطبراني وابن سعد بسند حسن عن ابن عباس قال: [أقبلت يهود إلى رسول الله ﷺ فقالوا: يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا الله على ما نقول وكيل. قال: هاتوا، قالوا: أخبرنا عن علامة النبي؟ قال: تنام عيناه ولا ينام قلبه. قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر؟ قال: يلتقي الماءان فإن علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت، قالوا: أخبرنا ما حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال: كان يشتكي عرق النَّسا فلم يجد شيئًا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا. قال عبد الله قال أبي، قال بعضهم: يعني الإبل فحرّم لحومها. قالوا: صدقت. أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: ملك من ملائكة الله ﷿ موكل بالسحاب، بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمر الله، قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع؟ قال: صوته. قالوا: صدقت. إنما بقيت واحدة وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها، فإنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك؟ قال: جبريل ﵇. قالوا: جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا، لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان. فانزل الله ﷿: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ﴾ [البقرة: ٩٧] إلى آخر الآية] (١).
وأما البرق فأصله في كلام العرب من البريق والضوء. قال الرازي: (برق السيف وغيره تلألأ). ورعدت المرأة وبرقت: تحسّنت وتزينت. ورعد الرجل وبرق: تهدّد وأوعد. وقد ورد فيه عند المفسرين أكثر من تأويل:
التأويل الأول: البَرْق مخاريق الملائكة.
قال ابرْ عباس: (البَرْق مخاريقُ بأيدي الملائكة، يزجرون بها السحاب).
وعن علي ﵁ قال: (الرعد الملك، والبرق ضَرْبه السحابَ بمخراق من حديد).

(١) حديث حسن. أخرجه أحمد في المسند (١/ ٢٧٤)، والترمذي في السنن - حديث رقم (٣١١٧)، وله شواهد. فقد أخرج الطيالسي (٢٧٣١)، والطبري (١٦٠٨)، وأحمد (١/ ٢٧٣)، والبيهقي في "الدلائل" (٦/ ٢٦٦) نحوه بإسناد حسن. وانظر: "الصحيح المسند من أسباب النزول"- الوادعي - سورة البقرة، آية (٩٧).

1 / 141