126

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

Mai Buga Littafi

(المؤلف)

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Nau'ikan

أنهم قد نجوا بخدعهم وفازوا، وإنما ذلك في الدنيا، وفي الآخرة يقال لهم: ﴿ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا﴾). وقوله تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾. ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ أي: شك. فهم في تردد في أمر محمد ﷺ وأمر نبوته. فزادهم الله بما أنزل من الوحي من الحدود والفرائض شكًّا وحيرة. في حين زاد المؤمنين بذلك إيمانًا وتسليمًا. وقد فسّر المفسِّرون ﴿المرض﴾ بتفاسير متشابهة: الأول: الشك. قال السّدِّيُّ عن ابن عباس وغيره: (﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾، قال: شك، ﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ قال: شكًّا). وعن ابن مسعود: (فزادهم الله ريبة وشكًّا). الثاني: الرياء. قال طاووس وعكرمة: (﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ يعني: الرياء). الثالث: النفاق. قال الضحاك، عن ابن عباس: (﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ قال: نفاق ﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ قال: نفاقًا). الرابع: المرض في الدين. قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: (هذا مرض في الدين، وليس مرضًا في الأجساد، وهم المنافقون. والمرض: الشك الذي دخلهم في الإسلام. ﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ قال: زادهم رجسًا، وقرأ: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ ...﴾ [التوبة: ١٢٤ - ١٢٥]. قال: شرًّا إلى شرهم، وضلالة إلى ضلالتهم). قال الحافظ ابن كثير: (وهذا الذي قاله عبد الرحمن ﵀ حَسَنٌ، وهو الجزاء من جنس العمل، وكذلك قاله الأولون، وهو نظير قوله تعالى أيضًا: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: ١٧]). وقال القرطبي: ﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾: قيل: هو دعاء عليهم). ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾: أي مؤلم موجع. ففي لغة العرب: الألم: الوَجع، والتألُّم: التوجُّع. قال الرازي: (و"الإيلام" الإيجاع، و"الأليم" المؤلم كالسميع بمعنى المُسْمِع).

1 / 128