122

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

Mai Buga Littafi

(المؤلف)

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Nau'ikan

قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠)﴾. في هذه الآيات: ذكر صفات المنافقين وأحوالهم وتقلباتهم المختلفة وفضح أساليبهم. فهم: أ- يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر. ب- استحوذ مرض النفاق على قلوبهم، فهو مرض في الدين لا في الأبدان. ج- المنافقون يدعون الإصلاح إذا نهيتهم عن الفساد، ويدعون الإيمان عند المؤمنين، ثم يعتذرون لرؤسائهم بأنهم كانوا يسخرون. د - اشتروا الضلالة بالهدى وباعوا البصيرة بالعمى. هـ- المنافقون يعلمون الحق ويرتكسون في الكفر متحيرين. فإلى تفصيل ذلك: قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٩)﴾. قال مجاهد: (هذه الآية إلى ثلاث عشرة، في نعت المنافقين). وقال ابن عباس: (﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾)، يعني المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم). قال ابن جرير: (وأجمع جميع أهل التأويل على أن هذه الآية نزلت في قوم من أهل النفاق، وأن هذه الصفة صفتهم). والناس: جمع لا واحد له من لَفْظهِ، وإنما واحدهم "إنسان" وواحدتهم "إنسانة". أو قد يكون أصله "أناس" أسقطت الهمزة منها لكثرة الكلام بها. وأما النفاق: فهو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو نوعان: ١ - اعتقادي. ٢ - عملي. النفاق الاعتقادي: هو نقاق في أصل الدين، يخلد صاحبه في النار، غير أن صاحبه لا يعامل معاملة الكافرين لعدم إظهار كفره. قال تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ [المنافقون: ١]. وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ﴾ [المنافقون: ٣].

1 / 124