له، ولا يفتش ما استراب به"١.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀: " ومتى لم تتبين لكم المسألة لم يحل لكم الإنكار على ما أفتي أو عمل حتى يتبين لكم خطؤه، بل الواجب السكوت والتوقف، فإذا تحققتم الخطأ بينتموه"٢.
٥ـ أن لا يؤدي إنكار المنكر إلى منكر أكبر منه:
يقول الشيخ ﵀: " يذكر العلماء أن إنكار المنكر إذا صار يحصل بسببه افتراق لم يجز إنكاره، فالله الله في العمل بما ذكرت لكم، والتفقه فيه فإنكم إن لم تفعلوا صار في إنكاركم مضرة على الدين"٣.
ويقول أيضا: " إن بعض أهل الدين ينكر منكرا وهو مصيب، لكن يخطئ في تغليظ الأمر إلى شيء يوجب الفرقة بين الإخوان"٤.
وفي هذا التزام منه ﵀ بالقاعدة الأصولية: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"؛ لأن النهي عن المنكر يكون محرما إذا ترتب عليه منكر أكبر منه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀
١ جامع العلوم والحكم، ص٣٢٣، ومعنى كلمة" استراب" مأخوذ من الريبة، وهي: التهمة والشك، انظر: مختار الصحاح، للرازي، ص١١١، "مادة: ريب".
٢ مؤلفات الشيخ، الرسائل الشخصية، ص٢٤٠.
٣ المرجع السابق، ص ٢٩٦.
٤ المرجع السابق، ص ٢٩٦.