هذا كله قبل دعوة الإصلاحية١ كما أن النصوص التاريخية تدل بوضوح على أن حريملاء٢ كانت مدينة علم وعلماء في وقت كانت تخيم فيه الأمية على معظم بلدان نجد٣. ويتضح من المصادر أن المذهب الحنبلي كان المذهب السائد في نجد قبل ظهور دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بزمن طويل٤، والمصادر لا تعطينا معلومات عن الوسيلة التي دخل بها هذا المذهب إلى المنطقة، ومن المرجح أن تلك الوسيلة كانت دراسة بعض طلبة العلم من النجديين على كبار علماء الحنابلة في مدن مشهورة مثل دمشق وبغداد والقاهرة وبعد عودتهم إلى بلادهم أخذوا يدرسونه فانتشر في المنطقة وساد، ولم يكن غريبا أن يجد المذهب الحنبلي أرضا خصبة في نجد، فهو أقرب المذاهب الأربعة إلى ظاهر نصوص القرآن والحديث، وهو بهذه الصفة يمثل البساطة إلى حد ما والبساطة من الأمور المحببة لدى الفرد النجدي الذي كان أقل إخوانه في عرب الجزيرة تأثرا بالخارج٥.

١-انظر علماء نجد خلال ستة قرون ١/١٤-١٥. ٢-حريملاء: بضم الحاء المهملة، وفتح الراء المهملة أيضا وإسكان المثناة بعدها ميم مكسورة، فلام مفتوحة فألف، بلدة يتبعها عدد من القرى، فيها إمارة من إمارات منطقة الرياض" المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية ١/٤٣٥"، تقع مدينة "حريملاء" على ضفتي وادي الشعيب المعروف قديما بوادي "قران" ... شمال غربي مدينة " الرياض" على بعد "٨٦" كيلومترا. حريملاء والقرينة يبن الماضي المجيد والحاضر المشرق ص ٧ تأليف وإعداد: محمد بن علي بن محمد الشدي- ط/ "١٤١٥هـ-١٩٩٤م"، مطابع شركة الصفحات الذهبية المحدودة. ٣- الحالة العلمية في حريملاء منذ عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص ١٠ بقلم الدكتور عبد العزيز الربيعة- ن دار الوطن الرياض- ط/١"١٤٠٧هـ-١٩٨٧م". ٤-الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره ص ١٧ د. عبد الله الصالح العثيمين- ن دار العلوم – ط/٢" ١٤٠٦هـ-١٩٨٦م". ٥- انظر المرجع السابق والموضع نفسه.