The Quranic Phenomenon
الظاهرة القرآنية
Bincike
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
Mai Buga Littafi
دار الفكر
Lambar Fassara
الرابعة
Shekarar Bugawa
١٤٢٠ هـ -٢٠٠٠م
Inda aka buga
دمشق سورية
Nau'ikan
إنتاج أفكار المسلمين الفنية، فإن العالم الإسلامي لم يستخدمهما مثلًا في اكتشاف أمريكا، لأنه كان مشلولًا آنذاك عن التقدم العقلي والاجماعي بأفكار شعبية ميتة. أليست هذه هي المأساة التي أراد الغزالي أن يعبر عنها في بيته المشهور:
غَزَلْتُ لَهُمْ غَزْلًا رَقِيقًا فَلَمْ أَجِدْ ... لِغَزْلِيَ نَسَّاجًا فَكَسَّرْتُ مِغْزَلِي
إن مشكلة التفسير القرآني على أية حال هي مشكلة العقيدة الدينية لدى التعلم، كما أنها مشكلة الأفكار الدارجة لدى رجل الشارع. ومن هاتين الوجهتين ينبغي أن يعدل منهج التفسير في ضوء التجربة التاريخية التي مر بها العالم الإسلامي. وبالتالي فإذا كانت هذه الأسباب التي قدمناها تدل على ضرورة هذا التعديل فهناك أسباب أخرى تدل على محتواه، أعني على صورة المنهج الذي يجب أن نسلكه في مشكلة الإعجاز.
ثانيًا: الأسباب العائدة إلى المنهج:
ذكرنا فيما تقدم من هذا المدخل الأسباب التي دعت إلى هذه الدراسة، نظرًا لما حدث في العالم الإسلامي من تطورات اجتماعية وثقافية، تؤثر في موقف المسلم المثقف إزاء الإسلام بصورة عامة. وينبغب الآن أن نذكر الأسباب التي حددت المنهج المتبع في هذه الدراسة، نظرًا إلى إدراك هذا المسلم للقرآن بوصفه كتابًا منزلًا على وجه الخصوص، ولأنه لا يمكن فصل هذه الأسباب عن تاريخ الأديان السماوية بصورة عامة. إننا نجد هذه الصورة في الحديث الذي أورده أخي الأستاذ شاكر في مقدمته حيث يقول الرسول ﷺ: «ما من نبي إلا وأوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحي إلي فأنا أرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة»، يجب إذن أن نحدد الإعجاز في القرآن بالنظر إلى مفهوم الإعجاز في الأديان عامة.
وإذن لابد من تحديد هذه الكلمة لغة واصطلاحًا وفي حدود التاريخ، لأن
1 / 59