146

The Quranic Phenomenon

الظاهرة القرآنية

Bincike

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

Mai Buga Littafi

دار الفكر

Lambar Fassara

الرابعة

Shekarar Bugawa

١٤٢٠ هـ -٢٠٠٠م

Inda aka buga

دمشق سورية

Nau'ikan

لجميع العيون، فقد توجد عيون يمكن أن تكون أقل أو أكثر حساسية أمام تلك الأشعة، كما يحدث في حالة المخلية الضوئية الكهربية. ونضيف إلى ذلك أن ظاهرة الوحي سيصحبها فيما بعد دلائل حسية يشعر بها بعض من شاهدوها خلال حدوثها (١). ولكنا فيما يخص مرحلة ظهورها الأولى يمكن أن نتصور أن النبي كان في حالة من حالات التلقي، فهو بهذا الشاهد الممتاز على الظاهرة. ويمكننا أن نستخدم هنا مقياسًا فجًا، ولكنه مفيد لعقول المغرمين بالعلوم، هذا المقياس نجريه بين حالة التلقي هذه، وبين ما يسمى بالانتفاء الخاص في جهاز الاستقبال، ففي المجال الحسي تكون المسألة في أقصى صورها مسألة ضبط، وفي محيط النبوة يمكن أن نتصل بوضع خاص بالنبي في استقبال موجات ذات طبيعة خاصة. وأية كانت وجهة الأمر، فبعد ظهور الوحي للمرة الأولى التي هزته هزًا عميقًا عاد محمد إلى (غار حِراء) وهناك عاودته الرؤية، ولكنها في هذه المرة أكثر قربًا ومباشرة وتأثيرًا ومادية نوعًا ما، فإن لها شكلًا خاصًا هو هيئة (رجل متشح بثوبه الأبيض)، تأمره قائلة: ﴿اقرأ﴾ [العلق ١/ ٩٦] ترى هل يمكن للاختلاط أو (الهلوسة) أن تؤدي أصواتًا؟ ومع ذلك فإن

(١) عن عائشة ﵂ أن الحارث بن هشام ﵁ سأل رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله ﷺ: "أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول". قالت عائشة ﵂: "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقًا" ... رواه البخاري ج١ كتاب (كيف كان بدء الوحي). (المترجم)

1 / 151