The Qur'an and Refutation of the Monk's Criticism
القرآن ونقض مطاعن الرهبان
Nau'ikan
٨ - هل المسيح هو المخلِّص وحده؟:
ساءَ الفادي المفترِي فَهْمَ اسمِ عيسى الذي ذَكَرَهُ القرآنُ خَمسًا وعشرين
مرة، حيثُ جعلَه بمعنى " يَسوع "، ومَعنى عيسى ويَسوع عنده هو: " المخُلِّص ".
أَمّا معنى المسيحِ عنده فهو: " المعَيَّنُ مَلِكًا ونَبيًا وكاهِنًا ".
وقد ذُكِرَ المسيحُ في القرآنِ ثماني مرات: ومعنى " الإِنجيل " هو: " الخبرُ المفرح ".
وقد ذُكِرَ في القرآنِ اثنتي عشرةَ مرة.
وخرجَ الفادي من هذا بنتيجةٍ خاطئة، اعتبرَ فيها المسيحَ يَسوعَ عيسى ﵇
هو وَحْدَه المخلِّصَ للجنسِ البشري!!.
وهذا خَطَأٌ مردود، فليسَ المخلِّصُ والمنقذُ هو عيسى ﵇ وحْدَه، فكُلُّ نبيٍّ ورسول هو مُخَلِّصٌ أَيضًا، يُخَلِّصُ الناسَ من الخَطَر، ويُنقذُهم من الأَذى، ويُخرجُهم من ظلماتِ الكفرِ إِلى نورِ الهُدى والإِيمان.
قال اللهُ لنبيّه محمدٍ ﷺ: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) .
وآخِرُ ما قالَه الفادي المفترِي عن تَمَيُّزِ وتَفَرُّدِ عيسى ﵇ عن سائرِ الأَنبياء، مما يدل على أُلوهيتِه وعدمِ بشريتِه؟
قولُه: " إِنَّ الذي ذَكَرَهُ القرآنُ عن المسيح، يَفوقُ ما ذَكَرَهُ عن سائرِ البشر، بمن فيهم محمدٌ..
أَلا يُشيرُ هذا إِلى تَفَرُّدِ المسيحِ عن سائرِ البشرِ؟
وهذا ما يقولُه الإِنجيلُ عن لاهوتِ المسيح ".
إِنَّ الذي ذَكَرَه القرآنُ عن عيسى ﵇ لا يَفوقُ ما ذَكَرَهُ عن سائرِ البشر، كما ادَّعى الفادي المفترِي، فهناك رُسُلٌ تحدثَ القرآنُ عنهم أَكثرَ مما تَحَدَّثَ عن عيسى ﵇، مثلُ نوحٍ وإبراهيمَ وموسى ومحمدٍ عليهم الصلاة والسلام.
ويُمكنُ الخروجُ بهذه النتيجةِ عندَ المقارنةِ بين ما ذَكَرَهُ القرآنُ عنهم وعن عيسى عليهم الصلاة والسلام، ولا نَنْسى أَنَّ هؤلاء الرسلَ الخمسةَ هم أُولو العزمِ من الرسل، وهم أَفضلُ الرسلِ عند الله ﷿، وأَفْضَلُهم وأَشرفُهم هو نبيُّنا محمدٌ ﷺ.
1 / 303