95

The Quintessence in the Interpretation of Seeking Refuge, Basmala, and the Opening of the Book

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

Mai Buga Littafi

دار المسلم للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

أما إذا جاء كل منهما منفردًا عن الآخر، كما في قوله - تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ (١) وكما في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ (٢)، فإن كلا منهما - بمفرده - يدل على إثبات الرحمة لله، باعتبارها صفة ذاتية لله، وباعتبارها صفة فعلية له - تعالى (٣). والفرق بين «الرحمن» و«الرحيم» من وجوه ثلاثة: الوجه الأول: أن بينهما عمومًا وخصوصًا، من حيث اللفظ، فالرحمن اسم خاص با لله - تعالى - لا يسمى به غيره (٤)، كاسم «الله»، و«الرزاق». بل إن «الرحمن» يُعد عند طائفة من أهل العلم، ثاني اسم من أسماء الله - تعالى، لقوله - تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا

(١) سورة الإسراء، الآية: ١١٠. (٢) سورة الأحزاب، الآية: ٤٣. (٣) وقد أخطأ من فسر الرحمة بالإحسان، أو بإرادة الإحسان، لأن هذا كله من آثار الرحمة. (٤) ذكر الطبري في «تفسيره» ١: ١٣٤: إجماع الأمة على منع التسمي بالرحمة وانظر «معالم التنزيل» للبغوي ١: ٣٨، «أحكام القرآن» للقرطبي ١: ١٠٥ - ١٠٦. قال ابن القيم ﵀: «ولما كان هذا الاسم مختصًا به تعالى» حسن مجيئه مفرًا غير تابع كمجئ اسم الله كذلك - يعني في نحو قوله تعالى ﴿الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ﴾ سورة الرحمن الآية ١، وقوله ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ سورة طه الآية: ٥، وقوله: ﴿أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ﴾ سورة الملك الآية: ٢٠ وغير ذلك. انظر «بدائع الفوائد» ١: ٢٣ - ٢٤.

1 / 97