92

The Quintessence in the Interpretation of Seeking Refuge, Basmala, and the Opening of the Book

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

Mai Buga Littafi

دار المسلم للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

الرحمة، والرحم مشتقة من اسمه تعالى «الرحمن». و«الرحمن» على وزن «فعلان»، و«الرحيم» على وزن «فعيل» كل منهما صفة مشبهة، ومن صيغ المبالغة. لكن «فعلان» أبلغ من «فعيل»، لأن صيغة «فعلان» تدل على الامتلاء، يقال: رجل غضبان أي ممتلئ عضبًا. ولهذا قدم «الرحمن» على «الرحيم» (١). والرحيم مشتقان من وكل منهما دال على إثبات صفة الرحمة الواسعة الكثيرة المستمرة العظيمة لله - تعالى، كما قال تعالى: ﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ﴾ (٢). وقال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (٣)، وقال تعالى: ﴿كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ (٤)، وقال تعالى: ﴿فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ (٥) كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ (٦).

(١) انظر «المحر الوجيز» ١: ٥٨، «زاد المسير» ١: ٩، «البحر المحيط» ١: ١٦ - ١٧، «لسان العرب» مادة «رحم»، «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٠٤، ١٠٥، «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير ١: ٤٣، «أضواء البيان» ١: ٣٩ - ٤٠. (٢) سورة الأنعام، الآية: ١٤٧. (٣) سورة الأعراف، الآية: ١٥٦. (٤) سورة الأنعام، الآية: ١٢. (٥) قد يكون المراد بالرحمة في الآية التي هي صفة ذاتية من صفات الله - تعالى - غير مخلوقة، وقد يراد بها الرحمة التي هي المطر فهذه رحمة مخلوقة هي من آثار رحمة التي هي من صفاته كما في حديث أبي هريرة ﵁ قال قال النبي ﷺ نحاجت الجنة والنار ... وفيه قوله تعالى للجنة «أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي .... الحديث» أخرجه البخاري - في التفسير حديث ٤٨٥٠، ومسلم - في الجنة ونعيمها وأهلها - حديث ٢٨٤٦. فالجنة من الرحمة المخلوقة. (٦) سورة الروم، الآية: ٥٠.

1 / 94