The Prophet's Stances in Calling to Allah
مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
Mai Buga Littafi
مطبعة سفير
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
مهموم على وجهي، فلم أسْتَفِق إلا بقرن الثعالب (١)، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني: فقال:
إن اللَّه ﷿ قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال وسلم عليّ، ثم قال: يا محمد! إن اللَّه قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك فما شئت (٢)؟ إن شئت أن أُطْبِق عليهم الأخشبين». فقال له رسول اللَّه ﷺ: «بل أرجو أن يخرج اللَّه من أصلابهم من يعبد اللَّه وحده لا يشرك به شيئًا» (٣).
وفي هذا الجواب الذي أدلى به رسول اللَّه ﷺ تتجلى شخصيته الفذة، وما كان عليه من الخُلق العظيم الذي أمده اللَّه به.
وفي ذلك بيان شفقته على قومه، ومزيد صبره وحلمه، وهذا موافق لقوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ﴾ (٤)، وقوله
_________
(١) وهو ميقات أهل نجد، ويقال له: قرن المنازل، ويعرف الآن بالسيل الكبير. انظر: الفتح،
٦/ ١١٥.
(٢) استفهام، أي: فأمرني بما شئت. انظر: فتح الباري، ٦/ ٣١٦.
(٣) البخاري مع الفتح في كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه، ٦/ ٣١٢، (رقم ٣٢٣١)، ومسلم بلفظه في كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين، ٣/ ١٤٢٠، (رقم ١٧٩٥). وما بين المعقوفين من البخاري دون مسلم.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.
1 / 28