194

The Prophetic Guidance in Raising Children in Light of the Quran and Sunnah

الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

Mai Buga Littafi

مطبعة سفير

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

هَلَكَ النَّاس فهوَ أهلَكهُمْ» (١).
وعن أبي خراش ﵁ أنه سمع النبي ﷺ يقول: «مَنْ هَجَرَ أخَاهُ سَنَةً فهوَ كسفكِ دَمِهِ» (٢).
خامسًا: وجود العداوة بين الأولاد:
إن من مضار التربية السيئة وجود العداوة بين الأولاد ونفور بعضهم من بعض، وذلك لأنه لا يوجد عندهم تراحم ولا تعاطف، ولا تكاتف فيما بينهم، فنجد الأخ قد لا يستأنس مع أخيه الذي من صلب أبيه، وما نتج هذا إلا عن سوء التربية التي تلقاها من أبيه أو مربيه، والله ﵎ قد نهى عن التباغض والعداوة سواء بين الأخوة الأشقاء أو بين المسلمين عمومًا، فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ (٣).
وقال سبحانه في صفات المؤمنين: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (٤). وقال ﷿: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء

(١) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن قول هلك الناس (رقم ٢٦٢٣).
(٢) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم (رقم ٤٩١٥)، والحاكم (٤/ ١٨٠ رقم ٧٢٩٢)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥/ ٢٠٥ رقم ٢٧٣٥)، وأحمد (٤/ ٢٢٠)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٠٨ رقم ٧٨٠)، وصححه النووي في رياض الصالحين (ص ٣٦٤)، والألباني في صحيح الجامع (رقم ٦٥٨١). وفي صحيح سنن أبي داود (٣/ ٢٠٤ – ٢٠٥ رقم ٤٩١٥).
(٣) سورة الحجرات، الآية: ١٠.
(٤) سورة المائدة، الآية: ٥٤.

1 / 197