203

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٤هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٣م

Nau'ikan

ثانيا: رعي الغنم عاد النبي ﷺ إلى مكة، ورأى قلة مال عمه، وكثرة أولاده، فرغب في مساعدته، وهداه الله للعمل بأجرة لأهل مكة، فرعى لهم غنمهم. عن أبي هريرة ﵁ أنه قال: قال رسول الله ﷺ: "ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم"، فقال له أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ قال: "نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" ١. والقيراط عملة فضية تمثل جزءا من الدينار أو الدرهم.. ومن قال: إنها جزء من الأرض فقد وهم؛ لأن قيراط الأرض لم يعرف إلا في مصر. عن أبي سعيد الخدري قال: افتخر أهل الإبل والشاة، فقال رسول الله ﷺ: "بعث موسى وهو راعي غنم، وبعث داود وهو راعي غنم، وبعثت وأنا راعي غنم، أرعاها لأهلي بأجياد" ٢. وعن جابر بن عبد الله ﵁ قال: كنا مع النبي ﷺ بمر الطهران، ونحن نجني الكباث، فقال النبي ﷺ: "عليكم بالأسود منه، فإني كنت أجنيه إذ كنت أرعى الغنم"، فقلنا: يا رسول الله، كأنك رعيت الغنم، قال: "نعم، وهل من نبي إلا وقد رعاها!! " ٣. ومن المعلوم أن محمدا ﷺ رعى الغنم لحليمة مع غلام لها، كما سبق في حديث شق الصدر، حين جاءه الملكان وشقا صدره. وللمرء أن يتساءل: وما الحكمة في رعي الغنم؛ حتى يقدرها الله لأنبيائه جميعا؟..

١ صحيح البخاري بشرح فتح الباري، كتاب الإجارة - باب رعي الغنم على قراريط ج٤ ص٤٤١. ٢ المسند ج٣ ص٤٢، وفتح الباري ج٤ ص٤٤١. ٣ صحيح مسلم بشرح النووي - كتاب الأشربة - باب فضيلة الأسود من الكباث ج٤ ص٥، والكباث: ثمر الأراك الناضج.

1 / 215