178

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٤هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٣م

Nau'ikan

وعاد محمد ﷺ إلى أمه ليبدأ مرحلة جديدة من قومه وعشيرته.. وفاء النبي لأيام حليمة: عاش النبي ﷺ أيامه الأولى عند حليمة السعدية، ونما جسده بلبنها، وصفا لسانه بلغات بني سعد، وصاحب عديدا من الناس. وعاش محمد -وهو في ديار حليمة- مع قبيلة بني سعد؛ حيث أحبه كل مَن رآه، وأحاطوه بالرعاية الحسنة والتكريم الجميل. وحفظ ﷺ لحليمة وأسرتها هذا الجميل، وكان يذكره، ويشيد به.. يقول النبي ﷺ: "أنا أعربكم، أنا من قريش، ولساني لسان بني سعد" ١. يقول محمد بن المنذر: استأذنت امرأة على النبي ﷺ كانت أرضعته، فلما دخلت عليه، سر بها، وقال: أمي، أمي، وعمد إلى ردائه فبسطه لها فقعدت عليه٢، وعرَّف أصحابه بأنها حليمة. يروي ابن سعد بسنده أن حليمة قدمت على النبي ﷺ بمكة بعد زواجه خديجة ﵂، وشكت إليه جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله ﷺ خديجة في شأنها، فأعطتها أربعين شاة وبعيرا، وانصرفت لأهلها٣. وأخرج أبو داود بسنده عن ابن الطفيل ﵁ قال: "رأيت رسول الله يقسم لحما بالجعرانة -وأنا يومئذ غلام أحمل لحم الجزور- إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى رسول الله فبسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت: مَن هذه؟ قالوا: هذه أمه ﷺ التي أرضعته"٤.

١ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد - كتاب المناقب - باب في حليمة ج٩ ص٤١٥. ٢ الطبقات الكبرى ج١ ص١١٣. ٣ المرجع السابق ج١ ص١١٤. ٤ سنن أبي داود - كتاب الأدب - باب في بر الوالدين ج٢ ص٦٣٠.

1 / 190