The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي
Mai Buga Littafi
مؤسسة الرسالة
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٤هـ
Shekarar Bugawa
٢٠٠٣م
Nau'ikan
فأقول لهن: بلى والله، وإنها لهي هي.
فيقلن: والله إن لها لشأنا.
ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمي تروح عليَّ حين قدمنا به معنا شباعا لبنا، وتروح أغنامهم جياعا هالكة ما بها من لبن، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذويب، فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمي شباعا لبنا.
فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير، حتى مضت سنتاه وفصلته، وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان، كان ﷺ يشب في اليوم شباب الصبي في شهر، ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة، فبلغ ستا وهو غلام جفر"١.
إن رعاية الله تعالى مستمرة مع رسول الله ﷺ، وها هي بركاته تحل بحليمة؛ حيث أخصبت أرضها الجدباء، ودر لبن إبلها الجاف، وصارت ترى النعيم في كل شئونها.
وقد أجمع مؤرخو السيرة على رواية ما حكته حليمة عن قصة إرضاعها محمدا ﷺ.. وهي بما روت تضيف فصلا جديدا من تكريم الله لعبده ورسوله محمد ﷺ..
ولما بلغ عمره ﷺ سنتين فصلته حليمة، وعادت به إلى أمه في مكة..
ويرجع السبب في عادة أثرياء مكة إرضاع أولادهم وتنشئتهم في البادية إلى أمور نتملس بعضها فيما يلي:
١- تتميز البادية بالنقاء والصفاء؛ حيث الخلاء الواسع، والفضاء الرحيب، وهذا يساعد في اتساع الأفق، وبعد المدارك، ويؤدي إلى هدوء الطبع، واستقرار النفس، فالناس في البادية يعيشون بين الخضرة اليانعة، والطبيعة الخلابة، مع الطمأنينة والهدوء، فلا اشتغال لهم بقضايا السلطة والإدارة،
١ مع الرسول ص١٨٩.
1 / 187